ابوظبي ـ وام
قالت نشرة " أخبار الساعة " إن التوقعات الجديدة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة " الفاو " وترجح فيها أن تشهد أسعار الغذاء العالمية تباطؤا في معدلات التضخم وأن تصبح أسعار السلع الزراعية الأساسية أكثر استقرارا خلال السنوات العشر المقبلة وأن تشهد الأسعار حركة تصحيحية مقارنة بما كان سائدا خلال السنوات الماضية تحمل مضمونا وفحوى إيجابية لكن ذلك يجب ألا يكون سببا للإفراط في التفاؤل .
وطالبت النشرة بضرور ان يؤخذ في الاعتبار أن التباطؤ المتوقع في معدلات تضخم أسعار الغذاء وأسعار السلع الزراعية على النحو الذي ذكرته المنظمة يعتمد بشكل كبير على افتراض المنظمة عدم تكرار الظروف التي دفعت الأسعار إلى المستويات القياسية خلال السنوات الماضية إبان أزمة الغذاء العالمية في عام 2008/2007 وسوء الأحوال الجوية والقيود التي فرضتها بعض الدول على تصدير الأغذية عام 2012.
وأشارت في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان " أسواق الغذاء العالمية ومخاطر المستقبل " إلى أن مستقبل أسواق النفط العالمية يظل ضبابيا ولا يمكن القطع بأن هذه الأسواق ستتخلص سواء كليا أو جزئيا من الأسباب التي شوهتها خلال السنوات الماضية .. لافتة إلى تحذيرات منظمة " الفاو " نفسها التي اطلقتها في وقت سابق من هذا العام من احتمالات تزايد مستوى الضبابية التي تكتنف أوضاع أمن الغذاء العالمي في الفترة المقبلة ومما يمكن أن يترتب على ذلك من مشكلات متعلقة بانتشار مشكلات الفقر والجوع والظواهر الصحية المرتبطة بنقص التغذية بين الأطفال والسكان في المجتمعات الأكثر فقرا واحتمالات أن يؤدي ذلك إلى انتكاسات كبيرة في الجهود الرامية إلى إدراك الأهداف الإنمائية للألفية .
ونوهت النشرة التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأن البيانات الصادرة عن " الفاو " في وقت سابق تظهر أن مخزونات الأغذية العالمية في الوقت الراهن تعاني تراجعا حادا برغم الارتفاع القياسي في الإنتاج العالمي لبعض المحاصيل .. وفي المقابل فإن الطلب العالمي على الغذاء يزداد بشكل مطرد بسبب النمو السكاني وتطور مستويات المعيشة وسوء الاستخدام والعادات الاستهلاكية غير الرشيدة وهذه الزيادة في الطلب تقلل من أهمية زيادة الإنتاج من بعض المحاصيل وتجعل هذه الزيادة تفي بالكاد بحاجات الاستهلاك.
وأكدت النشرة إلى أن هناك حقيقة أخرى يجب عدم إغفالها وهي لها دور مؤثر في توجيه حركة أسواق الغذاء العالمية وتتمثل في تغير الظروف المناخية وتأثيرها سلبيا في إنتاج المحاصيل فيما يتسبب في حدوث اختناقات في أسواق الغذاء العالمية .
وأوضحت في ختام افتتاحيتها أن فاتورة استيراد الغذاء العالمية تشهد ارتفاعات كبيرة في الوقت الراهن وتتوقع منظمة " الفاو " أن تبلغ قيمة هذه الفاتورة نحو 29ر1 تريليون دولار خلال العام الجاري في رقم قياسي جديد لها يزيد بنسبة 21 في المائة على قيمتها في عام 2013 وهو مؤشر منذر يحتاج من متخذي القرار حول العالم إلى التعامل معه بحذر شديد واتخاذ بعض الإجراءات الوقائية من أجل دفع أسعار الغذاء العالمية إلى تبني مسار أكثر استقرارا وعدم إغفال أن الطلب العالمي على الغذاء الذي هو المحرك الرئيسي للأسعار لن يتوقف عن النمو خصوصا أنه من المنتظر أن يتجاوز عدد سكان العالم تسعة مليارات نسمة بحلول منتصف القرن الجاري وهو ما يفرض على دول العالم ضرورة تكوين جبهة واحدة ومتماسكة لمواجهة التحديات الناتجة عن ذلك ووضع منظومة غذاء عالمية متوازنة ومستدامة تقوم على تعزيز الإنتاج وزيادة الإنفاق على البحوث الزراعية وترشيد الاستهلاك بالتركيز على الدول الغنية التي ترتفع فيها نسبة الهدر إلى نحو ثلاثة أضعاف مستواها في الدول الفقيرة.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر