​الطفولة بين الأمس واليوم

​الطفولة بين الأمس واليوم

المغرب الرياضي  -

​الطفولة بين الأمس واليوم

بقلم - عزة العمد

كثيرا ما نسمع هذا الموضوع في الجلسات العائلية وعلى صفحات التواصل وعبر أثير الإذاعة.. إلى غير ذلك من وسائل.. والكل يجمع ويشتكي من أن الأطفال أصبحوا أسرى للألعاب الإلكترونية ورهن الأجهزة الذكية ولم يعد لديهم أصحاب يشاركونهم اللعب.
والحقيقة أن اللوم يقع علينا آباء وأمهات.. حيث شغلتنا الحياة فلم يعد لدينا الوقت للالتفات إلى الأطفال أو حتى متابعة ومراقبة ما يلعبون. الطفل حبيس الغرفة يلعب مع نفسه ومع هذا الجهاز الصامت، وهنا تكمن المشكلة لدى الطفل بحيث يتكون لديه الشعور بالفردية والاستحواذ والتملك لذلك تجده في حال تعرض للعب مع آخرين في الروضة أو المدرسة أو ضيوف المنزل، نجده يتصرف بعداوة وعدوانية لأنه لم يتعلم أو يتعود على اللعب مع أطفال آخرين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى اللعب الفردي لا يتيح الفرصة للطفل لاكتشاف نفسه وتقييمها، إذ إن جزءا من فهم الذات للطفل هو من معرفة قدراته وتقييمها مقارنة مع قدرات وإمكانات الأطفال الآخرين، وفي حال معرفته بتدني بعض المهارات لديه نجده يسعى لتدريب نفسه وتطوير مهاراته وتنمية قدراته وهذه الميزة تكون لدية مهارة فهم وتطوير الذات ذاتيا. ناهيك بكثير من الفوائد للعب الجماعي فهو يخلق لدى الطفل روح المشاركة والتعاون حيث إن هناك أنواعا من اللعب تتطلب التشارك والتعاون لإنجازها.. أيضا يخلق اللعب الجماعي للطفل روح التنافس وتقبل الهزيمة إذ أن بعض الألعاب لا بد أن تكون نتيجتها الفوز أو الخسارة، ونوع آخر من الألعاب يتطلب تنافس فريق ضد فريق فيتشكل لديه مفهوم روح الفريق والعمل بتعاون لإنجاح الفريق وهذا يسهم في تكاملية قدرات أعضاء الفريق.. إضافة إلى أن اللعب الجماعي يشكل حافزا ونشاطا جسديا لدى الطفل للخروج واللعب بالهواء الطلق بعيدا عن الغرف المغلقة والإضاءة الصناعية فيستفيد من أشعة الشمس ويتنفس الهواء النقي وهذا الأمر الذي يفتقده معظم أطفال اليوم، لذلك يعاني الكثير منهم من الخمول والسمنة الأمر الذي تشكو منه معظم الأمهات.
والأهم أن اللعب الجماعي يعمل على تفريغ طاقات الطفل الإيجابية والسلبية لذلك يتم تحويل طاقاته الجسدية والعقلية نحو اللعب مما يسهم في تجديد طاقاته باستمرار ويبعده عن التوتر وافتعال المشاكل للفت النظر، كما أن اللعب علاج لكل حالات الغيرة والأنانية والعدوانية والعناد والتمرد، ناهيك بأن اللعب هو أفضل وسيلة تعلم للطفل، فبعض أنواع اللعب تحتاج إلى المحاكاة والتقليد لنموذج اللعب فقد يكون النموذج المعلم أو الأخ الأكبر أو طفلا آخر يتقن اللعبة.. إلخ كما أن التعلم عن طريق اللعب هو من أفضل وأنجح الأساليب في التعلم في رياض الأطفال والمدارس. الجميع يعلم كم كنا نستمتع باللعب الجماعي سواء بفناء المنزل أو في المدرسة أو ساحات الحي أو في ساحات الجيران وفي الرحلات والمتنزهات.. إلخ وكلنا يعلم كم كان حجم الشغف عالي في الألعاب التنافسية كمسابقات الجري والقفز عن الحواجز ونط الحبل وكنا نبتهج للفوز سواء فردي أو جماعي... ومن منا لم يشارك في الألعاب الشعبيه كل حسب جنسه ومنطقة سكنه، فقد كانت ألعاب البنات.. الحجلة والغماية والزقطة ونط الحبل والعاب بيت بيوت والعاب التنس والريشه وألعاب الكتابة والحرف للأعمار الكبرى.. وكانت ألعاب الأولاد الجلول والعربات الأسلاك والمباريات الكروية بكل أشكالها وألعاب المصارعة الحرة والملاكمة الوهمية.. وهنا لا يجب علينا تجاهل الفرق الزمني بين متطلبات الجيلين ولا ننكر أهمية الألعاب التكنولوجيه في تفتيح مدارك الطفل ونموه المعرفي ولكن أن لا تجعل منه أسير تكنولوجيا وتمنعه من أهم متطلبات النمو السوي للطفل الأ وهو اللعب الذي يعد من أهم متطلبات النمو السليم للطفل السليم. وأيضا لن نتجاهل بنية وتركيب المجتمع الحالي مقارنة بالسابق حيث تفتقد بعض الأسر للساحات والمساحات المخصصة للعب الأطفال، لذلك يجب التفكير بإيجاد الأماكن والمجموعات المناسبة للعب الأطفال عن طريق تجمع أطفال العائلات أو الجيران أو المدرسة لممارسة الألعاب، أو حتى مشاركة الأم والأب لأطفالهن اللعب داخل المنزل ومشاركتهم الوقت باللعب حسب المستوى العمري لكل مرحلة، أو قراءة القصص أو بناء وفك الألعاب أو الرسم.. للخ من أساليب بهدف أبعاد الطفل قدر المستطاع عن هذه الأجهزة وخطر إشعاعاتها من جهة وخطرها النفسي من جهة أخرى.​

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​الطفولة بين الأمس واليوم ​الطفولة بين الأمس واليوم



GMT 16:37 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 10:05 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

الطفولة العربية والمستقبل

GMT 12:12 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

العنف ضد المرأة حاجزا فى سبيل المساواة والتنمية

GMT 08:13 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

سيّدتي لا تصدّقينا

GMT 06:20 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

الجنة تحت أقدام النساء

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 02:41 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

سؤال للازواج

GMT 13:06 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

لامين يامال يشتري منزل جيرارد بيكيه وشاكيرا في برشلونة
المغرب الرياضي  - لامين يامال يشتري منزل جيرارد بيكيه وشاكيرا في برشلونة

GMT 20:35 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

4 ساعات جوا في رحلة الوداد إلى كوناكري

GMT 20:23 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

معلومات مهمة لعشاق رونار

GMT 10:49 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

عطب إداري

GMT 10:33 2017 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

عين العدل

GMT 15:48 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

مدرب ليستر سيتى يشيد بالجزائري رياض محرز

GMT 09:13 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

برامج الطبخ بين الفائدة والتسلية

GMT 11:29 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

أسود هولندا وحراك الريف

GMT 14:42 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عموتة يرخص للاعبي بركان بمغادرة تجمع المحليين

GMT 00:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أمبارك بوصوفة يهدي تأهل المغرب لمونديال روسيا للجماهير
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib