عن المشهد الفلسطيني بلا كياسة

عن المشهد الفلسطيني... بلا كياسة

المغرب الرياضي  -

عن المشهد الفلسطيني بلا كياسة

بقلم - عريب الرنتاوي

الفلسطينيون حائرون في فهم واستيعاب الصراع الفتحاوي – الحمساوي، سيما وأنهم يتابعون بكثير من القلق ما يحاك لهم، ويرصد لقضتيهم، من مشاريع ومبادرات، تصفوية في مضمونها، وإن أخذت في ظاهرها شكل مبادرات سلام و”صفقة القرن” ... وهم يجدون صعوبة بالغة في تقبل هذا “الهراء” حول مصائر الموظفين و”تمكين الحكومة” ومصير الأجهزة الأمنية ... أي مستوى بلغته قيادات هذا الشعب في انفصالها عن التحديات الجسام التي تجابه شعبها ... أي قدر من “اللا مسؤولية” يتحلى به سلوك أصحاب نظرية “التمكين” في طبعتها الأولى، الإخوانية، الحمساوية، وفي طبعتها الثانية “الفتحاوية”؟
إسرائيل تمضي في ابتلاع الأرض والحقوق، ومن خلفها إدارة أمريكية، لا تخفي ميلها للانتقال من موقع “الوسيط”، المنحاز تاريخياً، وليس اليوم فقط، إلى موقف الطرف الذي لا يتورع عن استخدام مختلف أوراق القوة والهيمنة التي يتوافر عليها، لمحاصرة هذا الشعب وسلبه حقوقه، بالضد من مواقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وبالضد من القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومرجعيات عملية السلام والاتفاقات المبرمة في سياقها، أي بالضد من العالم بأسره.
إسرائيل لا تحتاج إلا إلى المزيد من الوقت، الذي يضيعه الفلسطينيون في صراعاتهم الداخلية، من أجل إتمام مشاريعها الاستيطانية، واستكمال “أسرلة” العاصمة العتيدة للدولة العتيدة، وتثبيت وقائع صلبة على الأرض، لن تنفع معها الشرعية الدولية ولا الخطابات المصاغة ببلاغة مدهشة ... والمؤسف أن القيادات الفلسطينية، وبدل أن تعمل على جعل حياة الاحتلال صعبة للغاية، نجحت في جعل حياة شعبها مستحيلة، ووضعت مشروعه الوطني في مهب الريح، وحقوقه الوطنية برسم التبديد ... مؤسف أن المتحاورين في القاهرة، لا تأتيهم أنباء ترامب ومشاريعه، ولا محاولات بعض العواصم العربية، تقديم حقوقهم قرباناً على مذبح التقرب من واشنطن وبيتها الأبيض ... إنهم يمارسون يومياتهم كالمعتاد، ويستهلكون جل طاقتهم في تفنيد حجج بعضهم البعض، لكأن فتح وحماس، صارتا مبتدأ الجملة الفلسطينية وخبرها.
وبدل الانتقال إلى خندق الشعب، والعمل على تعبئته وتحضيره لمواجهات قادمة، لا ريب فيها، في القدس وحولها، وفي عموم المناطق المحتلة والمحاصرة من وطن الفلسطينيين، نرى القوم منهمكين في تعزيز أوراق القوة والضغط ضد بعضهم البعض، بما في ذلك، محاولات الاستقواء بالخارج على الداخل، وتقديم ما يلزم من فواتير وأكلاف لعواصم وأطراف، ليس من بين أولوياتها الأولى، ملف فلسطين وشعبها.
وفي استعادة تنتمي إلى عوالم الكوميديا السوداء، وتذكر بمآلات ممالك الأندلس، تصطرع الإمارات الفلسطينية، فيما بينها، فيما غول الاستيطان والعدوان، يتحضر لقطف المزيد من الرؤوس والأملاك والحقوق، وعلى مبعدة أمتار من مقرات القادة ومنازلهم ... وقد لا ننتظر طويلاً قبل أن يطلع علينا، من يذكرنا بقول الشاعر” إبك مثل النساء مُلكاً مضاعاً ... لم تحافظ عليه مثل الرجال”، مع الاعتذار لكل النساء بالطبع، وبالذات لنساء فلسطين الماجدات.
ويزداد إحساس الفلسطيني بالضيق، وهو يرى قاداته على شاشات التلفزة، يصرخون: أين التضامن العربي، وأين الدعم العربي لقضية فلسطين، و”ياوحدنا”، ومن دون أن تحمّر وجناتهم الطافحة بالصحة والعافية، خجلاً أو حرجاً، أو يرف لهم جفن ... ومتى كان من حق المنقسمين على أنفسهم، أن يستصرخوا الآخرين التوحد والتضامن خلفهم؟ ... متى كان مطلوباً من الأشقاء والأصدقاء فعل شيء، عجز أهل الأرض والقضية عن فعله؟ ... وبـ “أي عين” تطالبون العرب بالتوحد خلفكم، وأنتم المنقسمون منذ أحد عشر عاماً على أنفسكم؟”
إن كان مصير الأقصى والقدس ومآلات الحل النهائي “التصفوي بامتياز”، غير كافيين لتوحيد “الإخوة الأعداء”، فما الذي، ومن الذي سيوحدهم؟ ... إن كان هذا المنعرج الأخطر في تاريخ شعب فلسطيني، غير قادر على دفعهم للملمة الصفوف وتوحيد الرايات، فمتى يتوحدون، بل ولماذا يتوحدون، وما الذي سيجنيه شعبهم من وحدتهم، بعد خراب البصرة والقدس وغزة؟
اخجلوا من أنفسكم وتوحدوا، فالوقت من دم، ومستقبل شعب فلسطين وقضيته على المحك الأخير، والتاريخ لن يرحمكم، وشعبكم لن يغفر لكم.
 

 

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن المشهد الفلسطيني بلا كياسة عن المشهد الفلسطيني بلا كياسة



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 19:26 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

شتوتجارت يكتسح أوجسبورج برباعية في الدوري الألماني

GMT 18:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي يُؤكِّد عودته للوداد رغم المشاكل التي يُعانيها

GMT 13:37 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب الوداد يستدعي الكوثري لمواجهة مولودية وجدة

GMT 14:24 2013 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

توفيق اجروتن لم يلتحق بفريق "الأمل"

GMT 23:53 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

سيباستيان فيتل يسجل أسرع زمن في" فورمولا1"

GMT 02:55 2014 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

يوسف العربي يتألق ويسجل ضد مالقة رغم الخسارة

GMT 16:41 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب الفاسي يفوز على أمل الوداد وينفرد بالصدارة

GMT 02:20 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

إيقاف مهاجم "المغرب التطواني" بورزوق لمدة ست مباريات

GMT 09:40 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"مانيونايتد" يلتقي "السيتيزن" في صراع السباق على الصدارة

GMT 06:23 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أرقام مهمة قبل مباراة أرسنال والسيتي

GMT 03:18 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

روبن أموريم يُؤكد أنه لا يعرف مستقبل راشفورد مع يونايتد

GMT 05:57 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

هانزي فليك يُعبر عن شعوره بالفخر و سعادته الكبيرة

GMT 00:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المتأهلون الأربعة في انتظار قرعة كأس الملك اليوم
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib