عن حصارنا النفسي

عن "حصارنا النفسي"

المغرب الرياضي  -

عن حصارنا النفسي

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

طوال سنوات عدة، تعذر على معظم الأردنيين مغادرة بلادهم عن طريق البر في أي اتجاه ... الدولتان اللتان اعتدنا السفر إليها بسياراتنا، وبحرية نسبية عالية، هما العراق وسوريا، وبالأخص الأخيرة، وقد أُغلقت حدودهما بفعل سيطرة جماعات إرهابية ومسلحة على المعابر وعلى مقاطع طويلة من الطريق الدولي ... أما البلدان الآخران التي كان من الممكن إن ننتقل إليها براً، وهما السعودية والأراضي المحتلة، فهما يحتاجان إلى ترتيبات خاصة، وإجراءات معقدة للحصول على الفيزا والتأشيرات اللازمة.

هو إذاً، حصار نفسي للأردنيين، قبل أن يكون حصاراً اقتصادياً أو تجارياً ... أمس، لاحت تباشير الخروج من هذه العزلة، بعد أن وصل الجيش السوري إلى معبر نصيب، وأصبحت الطريق الدولية بين عمان ودمشق، ومن دمشق صوب بيروت، خالية تماماً من المسلحين غير الشرعيين ... وقبلها، كان معبر طريبيل يفتح أبوابه، مع أن الطريق ما زال غير سالك وغير آمن تماماً، فداعش ما زالت مبثوثة في بوادي الانبار وخباياها، لكن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.

كل من سألني بالأمس عن تطورات المشهد في جنوب سوريا، بدأ سؤاله بالاستفسار عن وضع المعبر، كثرة من الأردنيين اختصر المشهد السوري الجنوبي بحكاية المعبر، فُتح أم لم يُفتح، ومتى سيفتح ... هنا جوهر المسألة ... وكم كانت دهشتي كبيرة، عندما تلقيت السؤال ذاته، من أناس لم يعرف عنهم، كثرة السفر والتنقل، وهم بالكاد زاروا سوريا مرة أو اثنتين، ما أوحى لي بحكاية «الحصار النفسي» والرغبة في الانطلاق بالسيارة شمالاً وغرباً من دون عوائق أو حواجز، ومن دون خشية من الاحتجاز على ايدي جماعات إرهابية لا ترحم، أو جماعات مسلحة، لا هم لها سوى فرض خاواتها وأتاواتها على المقيمين والمارة على حد سواء.

هي خطوة طال انتظارها، مع أنه كان بمقدورنا أن نعجّل في لحظة خروجها إلى حيز الضوء، لو أننا اعتمدنا دبلوماسية أكثر نشاطاً، كتلك التي مارسنها في الأسبوع الأخير، كوسيط نشط بين الجيش والمعارضات من جهة، ومن خلال تفعيل القناة الروسية الحاكمة من جهة ثانية ... لكن أن تصل أخيراً، خير من ألا تصل، وها نحن نصل إلى مرحلة التحضير لفتح الحدود، والتي آمل آلا تستمر طويلاً، وأن نعود لنرى طوابير السيارات والشاحنات المصطفة مجدداً على طول المعبر الحدودي، ومن الجانبين.

وفي ظني كذلك، أن مسألة النازحين السوريين الذين يطرقون أبوابنا، لن تستغرق وقتاً طويلاً، قبل أن نبدأ برؤية عشرات ألوف النازحين يعودون إلى مدنهم وقراهم، ونتخلص من ملف تحول إلى موضوع تجاذب بين عمان وعواصم دولية ومنظمات حقوقية ودولية ... فإن كان 25 ألف نازح قد عادوا لبلدة «داعل» وحدها، ما أن استتب أمرها للجيش، فإن لنا ملء الحق، بأن نتفاءل بعودة أكثر من ربع مليون نازح، انتشروا على مناطق واسعة من الجنوب السوري، وثلثهم اتخذ من خط الحدود الأردنية، ملاذاً آمناً له.

وآمل شخصياً، أن تشجعنا التطورات والنجاحات الأخيرة، على إطلاق مبادرات جديدة، بهدف تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم وقراهم وبلداتهم، وهذا أمر ممكن، وعلينا مراقبة ما الذي يجري في لبنان على هذا الصعيد، وتوظيف رغبة السلطات السورية في استعادة أكبر أعداد من اللاجئين، لتخفيف أحمالنا منهم... لكن ذلك، مشروط بالاستمرار في التحرك النشط والكثيف على خط موسكو، وتدشين خط اتصال واسع وعريض مع دمشق، فلا يمكن تخيل سيناريو عودة اللاجئين من دون التنسيق المباشر والثنائي مع دولتهم ومؤسساتها المختلفة ... فهل نستفيد من زخم ما حصل، لإعادة وضع قضية اللجوء على سكة العودة، ولأول مرة منذ ثمانية سنوات؟

 

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن حصارنا النفسي عن حصارنا النفسي



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 19:57 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 10:59 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يحاول تحصين بقاء حارسه بعقد جديد

GMT 04:22 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيرينا ويليامز تثير الجدل حول إمكانية عودتها لملاعب التنس

GMT 23:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

فليك يؤكد تطور برشلونة ويثني على تألق لامين يامال

GMT 20:17 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعور بالنشاط يجعلك أكثر حيوية

GMT 23:08 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

كارلو أنشيلوتي يُعلنإن مصارحة الذات هي وراء تألق مبابي

GMT 03:23 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال السعودي يعلن مدة غياب نجمه البرازيلي نيمار

GMT 07:45 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أزمة إلياس بلحساني مع الوكرة القطري

GMT 20:39 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

إصابة جديدة بكورونا في الدوري المكسيكي

GMT 14:14 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports

RUE MOHAMED SMIHA, ETG 6 APPT 602, ANG DE TOURS, CASABLANCA, MOROCCO.

Beirut Beirut Lebanon