«التحالف المدني» حزباً

«التحالف المدني»... حزباً!

المغرب الرياضي  -

«التحالف المدني» حزباً

بقلم - عريب الرنتاوي

حزب جديد، دخل الحلبة السياسية مع اقتراب العام 2018 من خواتيمه... بعد لأيٍ وطول انتظار، وأحسب (اقرأ آمل) أننا لن نكون أمام إضافة «رقمية» جديدة للائحة ممتدة من الأحزاب، بل أمام إضافة نوعية، يمكن أن تملأ فراغاً في الخريطة السياسية – الحزبية الأردنية، وأن تسهم في إطلاق ديناميات جديدة في العمل الوطني والعام.

لا أدري لماذا كل هذا التحفظ والحذر حيال تشكيل حزب جديد، هذا الحزب بالذات، مع أن الحزب في وثائقه القليلة حتى الآن، وفي مواقف وتصريحات مختلف الشخصيات القائمة على تأسيسه، لم يأت بفكرة واحدة من خارج «الأوراق النقاشية الملكية السبع»، ولم يتجاوز في طروحاته مشروع النهضة و»العقد الاجتماعي» اللذين بشّر بهما كتاب التكليف الأخير لحكومة الرزاز.
ولا أعرف من بين لائحة مؤسسي الحزب، ولدي معرفة بعدد وافر منهم، تكفني للحكم بأن ليس من بينهم «انقلابي» أو «متطرف» يمكن أن يهدد الأمن والاستقرار... والحزب منذ أن كان فكرة، نجح في استقطاب عدد وافر من الشباب الذين نشكو «قلة مشاركتهم السياسية»، وهو نجح في استقطاب كوادر نسائية، ما زالت دون مستوى طموح مؤسسيه، الذين أعرف أنهم يسعون لتطوير مشاركة المرأة في العمل الحزبي، وهي قضية نشكو من اختلالها وتواضعها.

لو كنت في موقع «صاحب القرار» لمنحت الحزب ترخيصاً لمزاولة أنشطته (ونفضل استخدام التسجيل على الترخيص)، خلال ساعات وأيام قلائل على تقدمه بـ»أوراق اعتماده»، سيما بعد كل هذه «المرونة» و»السيولة» في ترخيص الأحزاب وتسجيلها... فهل ثمة من هو أولى بالتسجيل والترخيص، من حزب يسعى في تجنيد الشباب والرجال والنساء، من أجل ترجمة الأفكار المتضمنة في «الأوراق النقاشية»؟... ولماذا يبدي البعض منّا إصراراً غير مفهوم، على عرقلة السياسي والحزبي في البلاد، ونحن الذين لا نكف عن الدعوة لتعزيز المشاركة وتفعيل الحياة الحزبية والبرلمانية في بلادنا؟
أحسب أن لحظة الحقيقة والاستحقاق قد أزفت بالنسبة للحزب والقائمين عليه، وأن الوقت قد حان للشروع في حوار معمق، حول «هوية» الحزب و»برنامجه» و»نمط حياته الداخلية».... فالتحالف المدني، ما زل اطاراً فضفاضاً، تنقصه «الملامح» المكونة لصورته وتوجهاته، وبما يساعده على «التموضع» في الخريطة الحزبية الأردنية، واحتلال مكانته عليها، وبناء خريطة تحالفاته بناء على هذه «الهوية»، فالحزب لا يستطيع أن يختار حلفاءه قبل أن يحدد بدقة، ملامح صورته وهويته وأولوياته.

وأخشى على الحزب من نقص «الخبرة الحزبية»، ذلك أن كثرة من عناصره المؤسسة لا خبرة حزبية سابقة لها، وهذه يمكن أن تكون عنصر قوة أو عنصر ضعف... عنصر قوة، بمعنى أن «النواة المؤسسة» لم تصب بأمراض العمل الحزبي اليساري والقومي والإسلامي المتراكمة، وبعضها لا شفاء منه على ما يبدو، وعنصر قوة، إن تخلصت هذه «النواة» من الخضوع في طرائق عملها الداخلي لمنطق رد الفعل، كأن تنفي الحاجة لوجود قائد أو قيادات رداً على حالة «الاستئثار والتفرد» التي طبعت سلوك قادة حزبيين سابقين وحاليين، أو أن يتحول الحزب إلى «كتلة هلامية»، رداً على «المركزية» الشديدة، التي تشكو منها أحزاب وتجارب أخرى... الحزب تعبير عن إرادة جمعية – طوعية لأعضائه ومنتسبيه، ولكنه لكي يكون حزباً، ولكي يكون بمقدوره التصرف على هذا النحو، لا بد من هياكل من تنظيمية، تكفل أعلى درجات الديمقراطية الداخلية في الاختيار وصنع القرار، وتملي العمل والتحرك ككتلة واحدة معبرة عن هذه الإرادة الجمعية... معادلة سهلة في شكلها، صعبة في مضمونة، وليست في متناول اليد دائماً، عندما يهبط الحزب من علياء الفكرة إلى أوحال الواقع المُعاش.

التحالف المدني، حزب ديمقراطي مدني، يراوح ما بين «الديمقراطية – الاجتماعي» و»الديمقراطية – الليبرالية»، وهو إلى جانب «الأحزاب المدنية – المحافظة التي تشكلت في السنوات الأخيرة، وأخص بالذكر «زمزم» و»الشراكة والإنقاذ»، يمكن أن يعد إضافة ضرورية للحياة السياسية والخريطة الحزبية الأردنية، إن قُدّر لهذه التجربة التقدم والنجاح.

GMT 08:06 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

طوق النجاة لمباحثات الخرطوم

GMT 08:03 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

من قراءات الأسبوع

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 07:44 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

عيون وآذان (محمد بن زايد يعرف مصالح الإمارات)

GMT 07:42 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«التحالف المدني» حزباً «التحالف المدني» حزباً



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 20:35 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

4 ساعات جوا في رحلة الوداد إلى كوناكري

GMT 20:23 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

معلومات مهمة لعشاق رونار

GMT 10:49 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

عطب إداري

GMT 10:33 2017 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

عين العدل

GMT 15:48 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

مدرب ليستر سيتى يشيد بالجزائري رياض محرز

GMT 09:13 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

برامج الطبخ بين الفائدة والتسلية

GMT 11:29 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

أسود هولندا وحراك الريف

GMT 14:42 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عموتة يرخص للاعبي بركان بمغادرة تجمع المحليين

GMT 00:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أمبارك بوصوفة يهدي تأهل المغرب لمونديال روسيا للجماهير

GMT 05:09 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رضوان جيد حكما لمباراة الكوكب والفتح الرباطي

GMT 06:49 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

الغموض يلف مستقبل كوندي مع الفتح الرباطي

GMT 20:46 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد طنجة يفرض التعادل على الجيش الملكي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib