السلة السياسية لحكومة الرزاز 55

السلة السياسية لحكومة الرزاز (5-5)

المغرب الرياضي  -

السلة السياسية لحكومة الرزاز 55

بقلم - عريب الرنتاوي

جملة قوانين وتشريعات لا بد من مراجعتها، أو الوقوف على تطبيقاتها الفعلية، حتى تكتمل محتويات «السلة السياسية» لحكومة الدكتور عمر الرزاز، من أهمها ثلاثة:
أولاً: قانون الاجتماعات العامة لعام 2011، لا غبار عليه، بيد أنه في التطبيق العملي، بات نسياً منسياً، وأخطر ما في الأمر، أن انتهاك القانون، والخروج على مضامينه ومراميه، يكاد يأتي حصراً من قبل بعض مؤسسات الدولة، وليس من «المستهدفين» به.
في العام 2011، وفي غمرة الخطوات الإصلاحية «التقدمية» التي طرأت على الإطار الدستوري والتشريعي الناظم للعمل الوطني العام، جرى تعديل القانون النافذ في حينه، وبات تنظيم نشاط لأي مؤسسة مجتمع مدني أو حزب سياسي (خارج مقره)، لا يحتاج سوى لـ»علم وخبر»، وقبل 48 ساعة فقط من موعد إتمام النشاط، لكن الأحوال بعد 2013، تبدلت، و»عادت ريما إلى عاداتها القديمة»، وتحول «العلم والخبر» إلى «موافقة أمنية»، يتطلب الحصول عليها تقديم «استدعاء» قبل أسبوعين أو أكثر من موعد النشاط، مشفوعاً بقوائم المتحدثين والمدربين والمشاركين وجدول الأعمال، وبصور عن جوازات سفر المشاركين في الخارج.
ولأن الحصول على موافقة خطية من المحافظ، غير ممكن لمخالفته الصريحة للقانون، فإن المؤسسات، عادة ما تتبلغ بـ»قرار الرفض» من قبل إدارات الفنادق، وفي اللحظة الأخيرة، وتدخل المؤسسة في سجال لا ينقطع حول «جواز» الحصول على موافقة خطية من عدمه، وتغرق القصة بأكملها بين مكتب المحافظ وإدارة الفندق وقيادة الحزب أو الجمعية.
ثانياً: قانون الجمعيات، وقد قيل في نقد مضامينه ومندرجاته، ما قيل، وكذا الأمر بالنسبة للشركات غير الربحية، ولعل من أبرز هذه الملاحظات، ما يتصل منها بالقيود المفروضة على أنشطة وتمويل هذه المؤسسات، وتعدد مرجعياتها، وغياب معايير وجداول زمنية واضحة ومحددة للحصول على التمويل أو الموافقة عليه أو رفضه، وقد سجلت مؤسسات كثيرة، العديد من المظلمات والشكاوى في هذا الإطار، على الرغم من أن تعهدات من نوع دعم المجتمع المدني وتعزيز الشراكة معها، لم يخل منها أي بيان وزاري في السنوات العشر أو العشرين الفائتة.
لقد نظمت مؤسسات المجتمع المدني، عشرات اللقاءات مع الحكومات المتعاقبة، وأحياناً بحضور ومشاركة مجتمع المانحين، للتوصل إلى صيغ وآليات من شأنها تسهيل عمل مؤسسات المجتمع المدني، ولقد تلقى القائمون على هذه المؤسسات، العديد من الوعود والتعهدات، بتذيل العقبات التي تحول دون بناء شراكة حقيقة مع المجتمع المدني، وتمكينه وتدعيم دوره، ومعالجة كافة المشكلات التي تعترض عمله، بما فيها المشكلات الخاصة به، كالشفافية والحوكمة الرشيدة والتميز والإنجاز، لكن هذه الوعود والتعهدات لم يجر الالتزام بها، وسرعان ما كانت تتبدد عند أي تعديل أو تغير وزاري.
ثالثاً: قانون حق الحصول على المعلومات: الذي كان الأردن ريادياً في تبنيه قبل جميع الدول العربية، ما يزال في تطبيقاته، أقرب ما يكون إلى «الحبر على الورق»، ففي دراسة تطبيقية أجراها مركز القدس للدراسات السياسية، على ستين مؤسسة، اتضح أن معظمها لا يعرف بالقانون، وبعضها لا يظن أنه مشتملاً به، فيما جميعها تقريباً، لم تتخذ ما يكفي من الترتيبات والإجراءات، التي نصّ عليها القانون، لتسهيل إنفاذه، وتمكين المواطن والباحث عن المعلومة، من حقه في الحصول عليها، بيسر وسهولة.
والطامة الكبرى، أن شرائح وفئات عديدة من المجتمع الأردني، أحزاباً ومؤسسات مجتمع مدني، لم تدرك أن لها الحق في اللجوء إلى هذا القانون للتزود بما تحتاجه من معلومات، ولطالما قيل لنا، ونحن نروّج له وندعو لإدخال تعديلات جوهرية عليه، بأننا لسنا معنيين بقانون يخص الصحافة، ويخصها وحدها، حتى أن أحد الأمناء العامين للأحزاب السياسية، اتصل ذات يوم، متسائلاً عمّا إذا كان يملك الحق بالحصول على معلومات تخصه وحزبه، وعدد الأصوات التي تحصلوا عليها في انتخابات عامة، موزعة على صناديق دائرته الانتخابية.
القانون، بالتعديلات المقترحة عليه، معروض على مجلس النواب منذ عدة سنوات، وهو مركون في إدراجه، يتنقل كغيره من بعض القوانين من دورة إلى أخرى، ومن مجلس إلى آخر، بانتظار البت به، وفي ظني أن «حكومة الشفافية والإفصاح» مطالبة اليوم، بتسريع إقرار التعديلات المقترحة على القانون، وتفعيله، وإلزام كافة الجهات ذات الصلة، باتخاذ التدابير اللازمة لإنفاذ مفاعليه ... كما أن المطلوب تضمين القانون «عقوبات» بحق الموظف العمومي أو الجهات ذات الصلة، التي تحجم عن الإفصاح عمّا بحوزتها من معلومات، غير مصنفة «سرية للغاية»، لا بل إن معظم مؤسساتنا ما زالت حتى يومنا، وبرغم مرور أكثر من عشرة أعوام على إقرار القانون، لم تصنف المعلومات التي بحوزتها، وهو متطلب ضروري ومسبق، لإنفاذ القانون وتسهيل حق المواطن في المعرفة.
هي عينة من جملة تشريعات، يتعين مراجعتها، وتفحصها في ميدان التنفيذ ... وثمة الكثير مما يمكن أن يقال لو أن هذه السلسلة من المقالات، تتسع للمزيد ... لكننا نكتفي بعرض هذه «الباقة» من الأولويات التي يتعين أن تُملأ بها، «السلة السياسية» لحكومة الرزاز، إن هي أرادت أن تكون حكومة النهضة والاستنهاض الوطنيين، وأن تؤسس في عملها لـ»عقد اجتماعي» جديد، يليق بالأردن والأردنيين.

 

GMT 08:06 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

طوق النجاة لمباحثات الخرطوم

GMT 08:03 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

من قراءات الأسبوع

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 07:44 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

عيون وآذان (محمد بن زايد يعرف مصالح الإمارات)

GMT 07:42 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري

GMT 07:40 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الإيماءات الدبلوماسية لن تحل المشكلة الإيرانية

GMT 07:38 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إرهاب إسرائيلي يؤيده ترامب)

GMT 07:36 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

سعد الحريري ورفض الأمر الواقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلة السياسية لحكومة الرزاز 55 السلة السياسية لحكومة الرزاز 55



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 06:26 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

صور أجمل كوشات أعراس لموسم ربيع 2019

GMT 04:18 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

معتز برشم ينافس على لقب رياضي العام في "موناكو"

GMT 18:24 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس حسنية أغادير يسافر إلى رومانيا

GMT 23:13 2018 السبت ,28 تموز / يوليو

الرجاء يقدم لاعبه الجديد الورفلي

GMT 16:12 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

اجتماع لروساء الرجاء البيضاوي للخروج من أزمة النادي

GMT 05:36 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

افتتاح مطعم " Clinton St. Baking" العالمي في دبي

GMT 15:12 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

أولتراس وينرز مثال للجمهور الحقيقي

GMT 13:10 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

جماهير فريق الوداد تلفت أنظار العالم ببادرة طيبة

GMT 19:20 2022 الأربعاء ,13 إبريل / نيسان

الطاوسي يراهن على لاعب مصاب لتجاوز الأهلي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib