السلطة وخيار المفاضلة بين السيئ والأسوأ

السلطة وخيار المفاضلة بين السيئ والأسوأ

المغرب الرياضي  -

السلطة وخيار المفاضلة بين السيئ والأسوأ

بقلم - عريب الرنتاوي

لا خيارات سهلة بانتظار الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسلطته الوطنية، وفي مختلف الملفات تقريباً، وأحسب أن ما هو متاح اليوم أمامها، هو ضربٌ من المفاضلة ما بين السيئ والأسوأ.
إن هو رفع كافة العقوبات والإجراءات المتخذة بحق حماس، واستتباعاً بحق غزة وأهلها، خاطر بتوفير بيئة تكرس الانقسام وأمّن للحركة فرصة البقاء على مواقفها وفي مواقعها لعشرية قادمة من السنين... وإن هو تشدد في العقوبات، وذهب حتى آخر الشوط في الإجراءات العقابية، قامر بمعاقبة مليوني فلسطيني، يتقدمون صفوف النضال الوطني الفلسطيني في اللحظة الراهنة، وتقع على أكتفاهم أعباء النهوض بالقضية واستنهاضها... ثمة خيط رفيع، ومعادلة دقيقة، بين تضييق الخناق على حماس من جهة، ومعاقبة القطاع وأهله من جهة ثانية، وأي انحراف في البوصلة، أو خطأ في المعادلة، قد يُرتب ما لا تحمد عقباه، والأشهر القليلة الفائتة، كانت طافحة بالجدل والانقسام حول كيفية التعامل مع هذه المسألة.
وإن هو وقف ضد «الصحوة الدولية المفاجئة» لمعاناة القطاع الإنسانية، وبالأخص الأمريكية – الإسرائيلية منها، بدا في موقف المعادي لشعبه والمستمرئ لبقائه تحت سيف الجوع والمرض والحصار، وإن هو ترك الحبل على غاربه، لكل المبادرات، وأغلبها مفخخ ومشبوه، ومشتق من عوالم «صفقة القرن»، قامر بتسهيل تحول «الإنساني» إلى «سياسي»، والمؤقت إلى دائم... 
هنا والآن، تبدو المعادلة دقيقة للغاية، ويبدو السير في أي طريق محفوف بشتى أنواع المخاطر.
إن هو سعى لتطوير علاقاته مع قطر، واستتباعاً تركيا، يصطدم بتبني الدولتين الحليفتين لحماس ومشروعها وسلطتها في القطاع، بل وربما، برغبتهما في إحلال الحركة الإسلامية محل الحركة الوطنية الفلسطينية، وسعيهما الملتبس لتوظيف «الإنساني» لخدمة «السياسي» وتحويل الوضع «المؤقت» في غزة، إلى ترتيب دائم ... وإن هو يمم وجهه شطر الرياض وأبو ظبي، طالعته صورة العقيد المنشق محمد الدحلان، وفاحت عن بعد، روائح البضاعة الفاسدة التي يروّج لها كوشنير وجرينبلات ... وإن هو اختار «المقاومة والممانعة» قامر بتعميق العزلة وتشديد أطواق العزلة حول «السلطة التي لا سلطة لها»، بل وربما سيتعين عليه الاستعداد لترديد ما قاله سلفه الزعيم الراحل ياسر عرفات: «أسيراً... طريداً ... شهيداً».
إن هو أقدم على القبول بشروط حماس للمصالحة، ارتضى لنفسه دور «الطربوش» و»الصرّاف الآلي» لسلطة الأمر الواقع في غزة ... وإن هو ظل على شعاره: سلطة واحدة، بندقية واحدة، قرار واحد، قامر بتأبيد الانقسام ودفعه إلى ضفاف الانفصال ... هو يعرف ونحن نعرف، أن حماس لن تتخلى عن سلطتها في القطاع، وفي أحسن سيناريو، وبلغة الماركسية، حماس مستعدة للتخلي عن «البنية الفوقية» للقطاع، بيد أنها لن تقبل بأي حل يجردها من سيطرتها على «البنية التحتية» للقطاع ... هذه الفرضية يجهد الثرثارون في طمسها، وهم يطلقون الشعارات المستسهلة لتجاوز أزمة الانقسام واحلال المصالحة.
إن هو استمر على موقفه المدعوم شعبياً ووطنياً، والقاضي بمقاطعة واشنطن ووقف كافة أشكال الاتصال معها، فقد الفرصة لمقارعة مبادرتها، وأحاط نفسه بأطواق من العزلة، بل وقامر بمواجهة المزيد من الضغوط العربية والإقليمية والدولية ... لكن مقامرته ستكون خطيرة كذلك، وربما أشد خطورة، إن هو تراجع من دون أثمان، وبدا أنه يعطي إشارات مضمرة على استعداده للقبول بالصفقة التصفوية لحل القضية الفلسطينية، فضلاً عن مقامرته بخسارة تأييد قطاع واسع من الفلسطينيين، ومن جمهوره ومناصريه بالأخص.
لا خيارات سهلة أمام عباس والسلطة، وتزداد الصورة غموضاً والمشهد تعقيداً، بسبب عدم رغبة فريق «الشرعية» الفلسطينية، في «الخروج من جلده»، والبحث عن بدائل وخيارات من خارج صندوقه الصدئ، كأن يجري إعادة ترتيب أوراق القوة الفلسطينية، وأدوات الكفاح الفلسطيني من جديد، لخدمة المرحلة الاستراتيجية الجديدة، التي ولجها النضال الفلسطيني من أجل العودة والحرية والاستقلال.

 

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة وخيار المفاضلة بين السيئ والأسوأ السلطة وخيار المفاضلة بين السيئ والأسوأ



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 07:48 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

مجموعة من لاعبي الوداد مرشحون لمغادرة الفريق

GMT 13:31 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

بعد وداع اليورو زيدان يقترب من تدريب منتخب فرنسا

GMT 03:33 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

اللافي يحرز ثنائية في خسارة ليبيا من تونس

GMT 19:44 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

احتمال رحيل زكريا لبيض عن الأجاكس

GMT 23:20 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

الوداد يستعيد نجمين بارزين قبل العودة للدوري الاحترافي

GMT 23:08 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

5 غيابات للوداد أمام الدفاع الجديدي

GMT 22:45 2020 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

التونسي حمزة المثلوثي ينضم لكتيبة الزمالك

GMT 12:53 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

غياب مهم للجيش الملكي أمام الوداد

GMT 21:22 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

زيدان يكشف أسباب رحيل حكيمي

GMT 19:01 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

أشرف حكيمي يوافق على الانتقال إلى إنتر ميلان

GMT 18:50 2020 الجمعة ,15 أيار / مايو

ليفربول يعلن وفاة طبيب سابق في الفريق
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib