أسئلة عباس وأجوبة كيري

أسئلة عباس وأجوبة كيري

المغرب الرياضي  -

أسئلة عباس وأجوبة كيري

عريب الرنتاوي

عرف الآن، ما الذي أسمعه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أقله وفقاً لبيان وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بيد أننا لم نتعرف بعد، على الأجوبة الأمريكية على أسئلة الرئيس ومقترحاته ... وإن كنا نرجح، أن كيري جاء إلى المنطقة بجعبة خاوية، أقله فيما خص المسار الفلسطيني – الإسرائيلي. 
زيارة كيري بدت للمراقب للسياسات الأمريكية الشرق أوسطية، كما لو أنها جاءت من “خارج جدول أعماله”، الذي تتصدر أولوياته عناوين من نوع: الحرب على الإرهاب وأزمات المنطقة المتفجرة من العراق إلى سوريا، ومن اليمن إلى ليبيا، مروراً بالطبع بعلاقات بلاده “الملتبسة” مع بعض من أهم حلفائها في المنطقة: تركيا ودول الخليج العربية ... واشنطن، كانت أعلنت إحجامها – حتى إشعار آخر – عن إنتاج أية مبادرات خاصة بالقضية الفلسطينية... والإدارة في عامها الأخير، لن تكون بهذا الوارد على أية حال. 
وفقاً للمصادر الفلسطينية، فإن كيري جاء إلى المنطقة في مسعى جديد، لاحتواء الوضع المتدهور في مسار العلاقات الفلسطينية – الإسرائيلية، بعد اندلاع “الهبّة الشعبية الفلسطينية”، وطرح المبادرة الفرنسية على جدول أعمال المنطقة، وتبلور توجه فلسطيني للذهاب إلى مجلس الأمن، لاستصدار قرار جديد، يدين الاستيطان ويدعو لوقفه ... هنا، واشنطن تبدو أشد إصراراً من قبل على “تحييد” المنتظم الدولي، وأكثر تشبثاً بـ “وكالتها الحصرية” لرعاية هذا المسار، حتى وإن تكشفت جهودها عبر السنوات، عن فشل متكرر، وأعربت في غير مرة، عن نفاذ جعبتها من الأفكار والمبادرات الجديدة والخلاقة.
صحيح أن واشنطن لا تمانع في قيام “لدوبلير” الأوروبي بإشغال خشبة المسرح لبعض الوقت، و”ملء الفراغ” لبعض الوقت، خصوصاً في عام الانتخابات الرئاسية، لكن الصحيح كذلك، أنها تريد لهذا اللاعب البديل، أن يظل منضبطاً لقواعد اللعبة، وألا يوسع دائرة اللاعبين في هذا الملف، سواء عبر مؤتمر دولي تدعو له باريس، أو عبر آلية دولية شبيهة بمجموعة (5 + 1) التي تقترحها رام الله ... ومن أجل تحقيق هذا الهدف، لا بأس من “تسريب” أنباء عن محاولة أمريكية إضافية لـ “تفعيل” مبادرة السلام العربية، التي مضى على إقرارها أربعة عشر عاماً، وجرى دفنها من دون بيان نعي. 
لم يحصل الرئيس الفلسطيني على ما يقنعه أو يشفي غليله من الوزير الأمريكي، والأرجح أنه لن يحصل على مراده في المدى المرئي والمنظور ... لكن لا بأس من “جلسة استماع” أخرى، تضاف إلى سبعين جلسة مماثلة، عقدت خلال السنوات الماضية، وعلى مستويات عدة، كما أوضح وزير الخارجية الفلسطيني، في مسعى منه، لخفض سقف التوقعات من اجتماعٍ، معروفة نتائجه وحدوده سلفاً. 
نحن إذن، بإزاء فصل جديد في لعبة “تقطيع الوقت”، وأمام محاولة جديدة لاحتواء الموقف المتدهور في شوارع القدس ورام الله والخليل وجنين ... ولكن من دون ضمانة من أي نوع، بأن هذه المحاولة، ستلقى مصيراً مختلفاً عن المحاولات السابقة، فليس لدى السيد كيري ما يعرضه على الرئيس لينقله بدوره إلى شعبه، علّه ينجح في إقناع الشبان والصبايا من “جيل أوسلو” بالتزام منازلهم ومدارسهم وجامعاتهم. 
أما على المقلب الإسرائيلي من المعادلة، فإن نتنياهو وأركان حكومته، لا يمانعون بالطبع، الانخراط النشط في لعبة “تقطيع الوقت”، بل أن هذه اللعبة هي جُلُّ ما يريدونه، لا أكثر ولا أقل، أما أن يجاروا المطالب الفلسطينية بالذهاب إلى مفاوضات ذات مغزى، وفي إطار مؤتمر دولي، وضمن آلية دولية شبيهة بتلك التي أفضت لتفكيك عقد البرنامج النووي الإيراني، فتلكم مسائل خارج دائرة البحث والنقاش في حكومة اليمين واليمين المتطرف. أبعد من ذلك (وأخطر)، أن زيارة جون كيري الراهنة للمنطقة، تتزامن مع عودة البحث في إسرائيل، للانفصال من جانب واحد، عن فلسطيني الضفة الغربية والأحياء العربية في القدس الشرقية، كاستجابة مرجحة لثلاث “لاءات” إسرائيلية صارمة: لا لدولة فلسطينية مستقلة في إطار “حل الدولتين” ... لا لخيار الدولة الواحدة ثنائية القومية ... ولا لاستمرار الوضع الراهن على المدى الاستراتيجي الأبعد ... وحدها خطوة أحادية الجانب، تترك الفلسطينيين في معازلهم وكانتوناتهم، وتحدث نوعاً من “فك الارتباط” بين جنود الاحتلال ومستوطنيه من جهة وعموم الشعب الفلسطيني، أو غالبيته العظمى من جهة ثانية، يمكن أن تكون مخرجاً من “استعصاء” الحلول من وجهة نظر القيادة الإسرائيلية.
لن يكون هناك انسحاب من كامل الضفة الغربية أو معظمها، التقديرات تتحدث عن أقل من نصف المساحة المقطعة الأوصال ... ولن تكون هناك دولة قابلة للحياة بأي شكل من الأشكال، وستشجع إسرائيل الفلسطينيين على الاحتراب فيما بينهم، لتتحول الكانتونات إلى ما يشبه “الدويلات والإمارات” المتناحرة، وبدل أن يحظى الفلسطينيون بدولة مستقلة وقابلة للحياة، فلتكن لهم ثلاث أو أربع دول، إلى جانب إمارة غزة كذلك، على أمل أن يفضي ذلك كله، إلى إخماد زخم المطالبة الفلسطينية والعربية والدولية بحل يقوم على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه. 
ليس العيب في أن تنخرط القيادة الفلسطينية في لقاءات من هذا النوع، مع الأمريكيين أو الفرنسيين، أو غيرهم، كما تقترح بعض ردود الأفعال المتسرعة التي تصدر عن قيادات فلسطينية معارضة ومقاومة، فالفلسطينيون لا يعيشون في جزيرة معزولة عن العالم ... العيب كل العيب، أن تنتعش في أوساطهم من جديد، الأوهام والرهانات الخائبة، وأن يعودوا لتجريب المجرب، وأن يتوقفوا عن البحث عن خيارات وبدائل استراتيجية، لاستعادة زخم نضالهم وترميم حركتهم الوطنية، واستعادة وحدتهم، والاستناد إلى الطاقة الخلاقة والجبارة التي تعتمل في صدور أبناء وبنات شعبهم. 

GMT 12:24 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

من مفكرة الأسبوع

GMT 00:04 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

انتخابات قادمة لاسرائيل والفلسطينيين

GMT 15:05 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

حماس تدعو عباس لزيارة غزة.. لِمَ لا!!

GMT 03:18 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

حماس وسؤال «الشرعية»

GMT 03:40 2018 الجمعة ,10 آب / أغسطس

«حماس» وصفقة الخمس سنوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة عباس وأجوبة كيري أسئلة عباس وأجوبة كيري



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 07:48 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

مجموعة من لاعبي الوداد مرشحون لمغادرة الفريق

GMT 13:31 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

بعد وداع اليورو زيدان يقترب من تدريب منتخب فرنسا

GMT 03:33 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

اللافي يحرز ثنائية في خسارة ليبيا من تونس

GMT 19:44 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

احتمال رحيل زكريا لبيض عن الأجاكس

GMT 23:20 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

الوداد يستعيد نجمين بارزين قبل العودة للدوري الاحترافي

GMT 23:08 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

5 غيابات للوداد أمام الدفاع الجديدي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib