عن الكوميديا السوداء للحرب السعودية على اليمن

عن الكوميديا السوداء للحرب السعودية على اليمن!

المغرب الرياضي  -

عن الكوميديا السوداء للحرب السعودية على اليمن

طلال سلمان

تكاملت عناصر «الكوميديا السوداء» في الحرب السعودية المموهة بأختام القمة العربية السابعة والعشرين، على اليمن، موطن العرب العاربة، وارث أمجاد مملكة سبأ، والغارق في الفقر حتى أعلى قمم جباله وأعمق وهاده.
... وبهذا تكتمل العناصر اللازمة لإعادة إنتاج اليمن السعيد.
قد تخطر بالبال أسئلة ساذجة، من نوع:
ـ لماذا هذه الحرب المدمرة التي حشدت لها وفيها أساطيل الطيران الحربي لمجلس التعاون الخليجي، بالقيادة السعودية، وطار فيها القباطنة يمخرون بنفاثاتهم الأجواء المفتوحة، ولا من يقاوم، يتخيرون أهدافهم من أسباب العمران، ويقصفون ما شاءوا من «الأهداف»، وكأنهم في تمارين بالذخيرة الحية، ثم يعودون سالمين غانمين من «مهمتهم المقدسة» التي لم يتعب أحد في تبريرها، ولو بادعاءات تفتقر إلى دليل يؤكدها؟!
ـ الكل يعرف ان اليمن يعيش أزمة سياسية حادة، وسط «رخائه الاقتصادي» الباهر، وفي ظل صراعات لا تنتهي بين قواه السياسية متعددة التوجهات والولاءات... وفيها جماعة «العهد البائد» لعلي عبدالله صالح، و «الإخوان المسلمون ـ أو حزب الإصلاح»، و «البعثيون» بأنواعهم، والقبائل بزعاماتها متعددة الولاء، وفيها أيضاً «الحوثيون» الذين قدموا أنفسهم منذ زمن كطرف سياسي له مشروعه وبرنامجه الوطني الذي لا شبهة فيه للطائفية أو العنصرية أو التسامي (باعتبارهم من الأشراف)، وان هم حملوا الدعوة الملحة إلى قيام حكم مؤقت ولمرحلة انتقالية تمهد لانتخابات عامة تستولد قيادة وطنية لاستنقاذ اليمن وبناء دولته بجهد أبنائها وثروات أرضها، مع شيء من مساعدة الأشقاء العرب.
ـ والكل يعرف ان اليمن ليس مؤهلاً لأن يشن الحرب على أية دولة، وأقصى طموحات أبنائه على اختلاف توجهاتهم، إنهاء مناخ الحرب الأهلية السائد، وتمكينهم من التوحد خلف مشروع إعادة بناء اليمن... سيما وان اليمنيين يعانون من انقسامات شتى (جهوية ـ شمال وجنوب، ومناطقية ـ جهات محرومة وجهات ميسورة نسبياً، نتيجة الاكتشافات النفطية) فضلاً عن التمايزات القبلية وهي مكمن الخلافات التي كان يلعب عليها علي عبدالله صالح طوال عهده المديد..
ـ هذا قبل الحديث عن التأثير المباشر للسعودية على المكونات القبلية في بعض المناطق، فضلاً عن «تحالف ضمني» مع الإخوان المسلمين..
ـ أما تأثير إيران على اليمن فهو مستجد ومحدود، بغض النظر عن تصنيف «الحوثيين» وكأنهم من «أتباع إيران».
و «الحوثيون» سادة، يعودون بنسبهم إلى الأرومة الهاشمية، وتحديداً إلى الإمام زيد بن علي، ولذا فهم «زيديون» وليسوا من الشيعة الإثني عشرية... وقد كان الحكم لهم أيام الإمامة، وآخر الأئمة كان الإمام أحمد، الذي أورث ابنه الإمام البدر الذي خلعته الثورة بقيادة عبد الله السلال في 20 أيلول 1962.
على أن اليمنيين الذين يتوزعون بين الزيدية والشافعية لم يعرفوا الفتنة الطائفية أو المذهبية، وهم يصلّون جماعة في المسجد الواحد وخلف الإمام الواحد، ولا يهم من عقد ذراعيه أو أسبلهما...
& & &
أغنى جيوش العالم وأعظمها تجهيزاً، معززاً بقدرات «دول التحالف» الذي أعلنت ولادته في القمة الأخيرة، يشن حرباً غير مبررة، على شعب فقير حتى العدم، يكاد يكون بلا دولة، إذ ما تزال القبيلة أعظم حضوراً منها، فيقصف منشآته المحدودة للجيش منقسم الولاءات بين الرئيس السابق والحكم المؤقت ونفوذ القبائل والحوثيين الذين قاتلهم علي عبد الله صالح دهراً في مناطقهم الجبلية الفقيرة، والذين كانوا يطرحون برنامجاً وطنياً لإعادة صياغة الحكم في بلادهم التي «نبذها» مجلس التعاون الخليجي وتركها لفقرها بقبائلها المتصارعة، والتي كان للسعودية حصة وازنة فيها على الدوام.
مع ذلك نجح الحكم الديموقراطي للمملكة المذهبة في استنفار دول فقراء العرب (مصر والأردن والمغرب ـ إضافة إلى باكستان، وربما تركيا) للحرب على هذا الشعب المفقر.. إلا بتاريخه.
.. والنصر في هذه الحرب أسوأ من الهزيمة:
ترى، هل على خريطة الطيارين الذين يقصفون حيثما شاؤوا أية إشارة إلى فلسطين؟!

GMT 08:06 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

طوق النجاة لمباحثات الخرطوم

GMT 08:03 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

من قراءات الأسبوع

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 07:44 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

عيون وآذان (محمد بن زايد يعرف مصالح الإمارات)

GMT 07:42 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري

GMT 07:40 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الإيماءات الدبلوماسية لن تحل المشكلة الإيرانية

GMT 07:38 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إرهاب إسرائيلي يؤيده ترامب)

GMT 07:36 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

سعد الحريري ورفض الأمر الواقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الكوميديا السوداء للحرب السعودية على اليمن عن الكوميديا السوداء للحرب السعودية على اليمن



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 15:29 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

عقوبات انضباطية بحقّ 41 لاعبًا كوريًا جنوبيًا

GMT 16:31 2020 الأحد ,05 إبريل / نيسان

رقم تاريخي يزين مسيرة حمد الله مع النصر

GMT 19:32 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يتقدم بشكوى رسمية للفيفا ضد حمدى النقاز

GMT 22:31 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أشرف يثني على أجواء معسكر الأسود قبل مواجهة جزر القمر

GMT 09:34 2015 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"صلة" تحذر جماهير ديربي جدة من السوق السوداء

GMT 22:26 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

بادو الزاكي يتابع مباراة الوداد واتحاد العاصمة

GMT 23:35 2016 الخميس ,29 كانون الأول / ديسمبر

سيباستيان دوسابر يحتج على مسؤولي الوداد البيضاوي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib