نهاية البرادعى

نهاية البرادعى

المغرب الرياضي  -

نهاية البرادعى

عماد الدين أديب

يقول شخص مقرب من الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية المؤقت، المستقيل: «إن الرجل الحائز على جائزة نوبل للسلام كان يعانى طوال الفترة الماضية مما يعرف باسم أزمة ضمير». وأزمة الضمير هى أن يشعر المرء بأنه فى حالة تناقض بين مهنته أو مسئوليته السياسية والإدارية من ناحية وبين ما يؤمن به من مبادئ. قرر الدكتور البرادعى فى حالة شعوره بهذا الصراع أن يحسمه بذلك الحل الأسهل وهو الاستقالة من منصبه. قال الدكتور البرادعى فى استقالته المسببة التى كتبها للسيد الرئيس عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، إنه لا يقبل أن يتحمل إراقة الدماء الزكية للمصريين. السؤال الذى أطرحه على الدكتور البرادعى ألم يتصور قبل أن يقبل منصبه كنائب للرئيس أنه قد يضطر إلى اتخاذ قرارات أو المشاركة فى اتخاذ قرارات تمارس فيها الدولة حق الدفاع الشرعى عن هيبتها وعن سلامة مواطنيها؟ ألم يعرف الدكتور البرادعى بعد أن أقسم اليمين الدستورية الخاصة بمنصبه الرفيع أنه قد يصل إلى منطقة صدام مع جماعة الإخوان المسلمين، التى بدأت تمارس عنف الشوارع وتهدد به بشكل علنى وصريح منذ أن تم عزل الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى؟ لو افترضنا أن كل هذا الأمر لم يكن وارداً فى ذهن الدكتور البرادعى وأنه كعادته «فوجئ» بكل هذا العنف، وأنه كرجل صاحب مبادئ وضمير رفض المشاركة فى سياسات وقرارات حكومية خلقت العنف، فلماذا من قبيل المواءمة السياسية ومن قبيل احترام النظام الذى أقسم على رعايته وحمايته ومن أجل احترام الزملاء والرفاق الذين اختاروه، لماذا لم يؤجل قراره بالاستقالة أسبوعاً أو شهراً لحين استقرار الأوضاع فى البلاد؟ لماذا طعن الدكتور البرادعى الفريق الرئاسى والفريق الحكومى فى الظهر بإعلانه الاستقالة فى هذا الوقت وبهذه الطريقة؟ لا يمكن للدكتور البرادعى أن يكون مناضلاً بالقطعة، أو أن يتعامل مع السياسة فى مصر بمنطق السياحة، بمعنى يوم فى مصر ويوم آخر يهرب إلى أوروبا. لا يمكن للدكتور البرادعى أن يحاول أن يمسك دائماً العصا من كل الاتجاهات، لمحاولة إرضاء الداخل والخارج، والدينى والعلمانى، والنظامين الجديد والقديم فى آن واحد! فى لحظة ما يتعين على المرء أن يتخذ قراره ويدفع ثمن فاتورته دون خوف. لقد تحدث الدكتور البرادعى فى استقالته المسببة عن ضياع أو تضييع الفرص للحل السياسى عبر الحوار، وكأن اقتحام ميدانى «رابعة» و«النهضة» هو الذى دمر وأفسد الفرص العظيمة المتاحة للحوار والتفاوض والتسوية السلمية للأزمة! كلام الدكتور البرادعى يوحى وكأن الإخوان كانوا يمدون أيديهم للحوار والتفاوض، ثم جاءت العملية الاقتحامية كى تفسد الأمر! أى فرص تلك التى ضاعت؟ وأى حوار الذى لم يبدأ حتى ينتهى إلى شىء؟ وأى منطق هذا الذى راهن عليه الدكتور البرادعى؟ إذا كان الرئيس السابق الدكتور مرسى قد انتحر سياسياً بخطابه الأخير قبل 30 يونيو، فإن الدكتور البرادعى هو أيضاً قد انتحر شعبياً بخطاب استقالته فى ذلك التوقيت الذى تعرف فيه حقيقة معدن الرجال، ومدى صلابة الساسة! نقلًا عن جريدة "الوطن"

GMT 08:06 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

طوق النجاة لمباحثات الخرطوم

GMT 08:03 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

من قراءات الأسبوع

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 07:44 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

عيون وآذان (محمد بن زايد يعرف مصالح الإمارات)

GMT 07:42 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري

GMT 07:40 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الإيماءات الدبلوماسية لن تحل المشكلة الإيرانية

GMT 07:38 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إرهاب إسرائيلي يؤيده ترامب)

GMT 07:36 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

سعد الحريري ورفض الأمر الواقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية البرادعى نهاية البرادعى



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 17:43 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

وكيل أعمال رمضان صبحي يكشف مصيره مع الأهلي

GMT 17:01 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش يسعى للفوز بذهبية أولمبياد باريس

GMT 14:40 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

وفاة أحمد المغيربي أسطورة الملعب التونسي

GMT 23:01 2020 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

طاليب يرفض إراحة لاعبيه قبل الديربي

GMT 20:26 2020 الإثنين ,10 شباط / فبراير

البطولة الاحترافية نتائج المباريات المؤجلة

GMT 16:42 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

أمرابط يفلت من كمين بولونيا
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib