وقف أكاذيب على فيسبوك وأخواتها

وقف أكاذيب على "فيسبوك" وأخواتها

المغرب الرياضي  -

وقف أكاذيب على فيسبوك وأخواتها

بقلم : عبد الرحمن الراشد

في السابق كان بعض الإعلاميين يكذبون على جمهورهم٬ أما اليوم فبعض الجمهور صار يكذب على الجمهور٬ هذا هو الوضع الجديد مع وسائل التواصل الاجتماعي الشعبية التي صار الجميع فيها إعلاميين وأصبحت مصادرنا للمعلومات.

في السابق٬ كنا نستهين بتأثير رسائل وسائل التواصل الاجتماعي الدسمة بالقصص والصور الملفقة٬ لم تستحق أن نعطيها قيمة٬ لأنها غير قابلة للتصديق٬ في نظرنا٬ أو كنّ نظن أنها لا تؤثر كثيرا. هذا ليس صحيحا٬ حيث اتضح أنها من الكثافة والمنهجية قادرة على خلق رأي عام أو تغييره٬ وتلوم بعض الدراسات الأخبار الملفقة على أنها كانت من المؤثرات التي رجحت قناعات الناخبين في الولايات المتحدة٬ مثل خبر انتشر يقول إن البابا فرنسيس يؤيد التصويت للمرشح دونالد ترمب٬ والذي أثر على بعض أتباعه من الناخبين الكاثوليك.

وأظن أن الحال عندنا أسوأ٬ رغم أنه لا توجد انتخابات يمكن أن ترجح كفة على كفة٬ بل أخطر٬ حيث تدفع الناس إلى قناعات خاطئة في وقت يعم التحريض والصدام بما لم
نشهد مثله من قبل. في السابق كانت الأكاذيب قليلة٬ وغير مضرة٬ أخبار الجن والغرائب في الطبيعة.

مارك زكربيزع٬ رئيس «فيسبوك»٬ التي تعتبر من أهم المنصات الناقلة لأحاديث الناس الاجتماعية في العالم٬ وعد بأن تقدم شركته حلا٬ ويبدو أنه سيكون زرا إضافيا تستطيع أن تبلغ به رقيب الوسيلة عن خبر زائف. ماذا عن «تويتر»؟ وكذلك «واتساب»٬ الأكثر انتشار؟

تناقل الأخبار الزائفة كان جزءا من النشاطات الترفيهية٬ وكنا نظن أنها موجودة في الدول التي فيها وسائل إعلام أقل مصداقية٬ لكن اتضح أنها وباء منتشر في أنحاء العالم٬ تصيب المتعلمين والجهلة والأذكياء والأغبياء والمجتمعات الغنية بالإعلام والفقيرة منه. ولا أصدق ما يقوله رئيس «فيسبوك» من أن نسبة الأكاذيب على «فيسبوك» واحد في المائة٬ أكيد أكثر بكثير. ومع أني لا أملك إحصائية فإن نسبة كبيرة من الأخبار٬ تلك التي تصل للناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي٬ من مصادر غير معتبرة٬ هي ملفقة أو مح ّرفة! ورغم محاولات متكررة نفذت لتوعية الجمهور تدعوهم إلى عدم تصديق كل ما يرد إليهم٬ والسعي لتفنيد كل خبر وحكاية مكذوبة٬ إلا أن المد جارف٬ وكثيرون يصدقون ما يتهيأ لهم بأنها أخبار٬ كما أن المزيفين أصبحوا يتقنون عمليات التزوير والإقناع بأن رسائلهم حقيقية. الإيحاء بالظلم٬ أو التآمر٬ أو تشويه صور الشخصيات العامة٬ أو زرع قصص مكذوبة بالكامل لخلق رأي عام جديد٬ أصبحت الشغل الشاغل للحكومات والمؤسسات والأفراد٬ يحاولون تصحيحه وتقليل الضرر قدر ما أمكن.

في رأيي أن أمامنا مسافة طويلة قبل أن تستقر وسائل الإعلام الجديدة٬ وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي٬ وتصبح أقل نقلا للكذب وأكثر صدقا. فالمصداقية كانت أهم شيء تحلم به الوسيلة صحيفة أو تلفزيونا٬ ووجدت هناك علامات إعلامية تجارية معروفة بثقة الناس في أخبارها٬ مثل «بي بي سي»٬ التي حفرت لنفسها مكانة في أذهان الناس منذ منتصف القرن الماضي. لكننا اليوم في عالم من الفوضى نتيجة لانهيار النظام الإعلامي العالمي القديم.

ولهذا٬ وبسبب غلبة الأكاذيب على الحقائق٬ أتوقع بأن تعود المصداقية مطلبا٬ وستكون العلامة الفارقة لمن يريد أن يميز نفسه في الزحام٬ فالحقيقة تستحق مهما كانت أحيانا مؤذية٬ أو مكلفة ماديا وفق قواعد مهنة الصحافة. المصداقية تعني علامة ثقة الناس في الوسيلة٬ ترفع واحدة وتهبط بأخرى.

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 04:08 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

من يحكم السودان؟

GMT 08:08 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

ستتغير مكة إلى الأبد

GMT 08:59 2019 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

هل هي نهاية «الجماعات» في الحكم؟

GMT 09:48 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

البحث عن سلام في المنطقة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقف أكاذيب على فيسبوك وأخواتها وقف أكاذيب على فيسبوك وأخواتها



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 11:45 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

الدفاع الحسني الجديدي يستنكر التخريب

GMT 15:09 2023 الخميس ,02 آذار/ مارس

رغبة ميسي بالرحيل تحصر وجهته بين خيارين
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib