كلفة الخيار الديمقراطي

كلفة الخيار الديمقراطي

المغرب الرياضي  -

كلفة الخيار الديمقراطي

بقلم - عبد العالي حامي الدين

هناك حاجة ماسة إلى معرفة حقيقية للوضع السياسي الراهن، هذه الوضعية التي تعرضت للنقد القاسي من طرف أعلى سلطة في البلاد، من خلال مضامين الخطاب الملكي الأخير الذي انتقد أداء الطبقة السياسية وانتقد أداء الإدارة، وهو ما يستدعي من طرف كافة القوى الحية في البلاد أن تتساءل كيف وصلنا إلى هذا الوضع.

في افتتاح الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية أعاد عبدالإله بنكيران التذكير بالأدوار التي قام بها حزب العدالة والتنمية للإسهام في الاستقرار والإصلاح، وتشجيع المواطنين والمواطنات على الانخراط الإيجابي في الحياة السياسية، وإعادة الاعتبار لقيم النزاهة والشفافية والمعقول في العمل السياسي، وهو ما تفاعل معه الناخبون المغاربة بشكل إيجابي سنة 2011 و2015 و2016، مما لا يستطيع إنكاره أحد، ونبه إلى أن الاختلالات الممكنة ينبغي العمل على تجاوزها باحترام حرية واستقلالية الأحزاب السياسية، مع توضيح المسؤوليات أكثر ولو تطلب الأمر القيام بتعديلات دستورية جديدة.

ينبغي الاعتراف بأنه رغم جميع العراقيل التي تعرض لها الحزب، فقد حافظ على الفكرة الإصلاحية حية وسط المجتمع، وبذل ما يستطيع من جهد من أجل مصالحة المواطنين مع السياسة، ومع الاهتمام بالشأن العام، ومع ذلك فلا يمكن تجاهل أن 25 ٪‏ من المغاربة الذين بلغوا سن الرشد هم فقط، من شاركوا في الانتخابات الأخيرة، بعدما تحدوا الكثير من الصعوبات والعراقيل المنهجية التي وضعت أمامهم، بينما لم ينجح الآخرون في ذلك أو اختاروا بشكل إرادي أسلوب اللامبالاة السياسية.

علينا أن نحسن قراءة هذه المؤشرات ونستعد لما هو أسوأ، خصوصا بعد احتجاجات الريف التي استمرت أزيد من ثمانية أشهر، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك عجز الأحزاب السياسية والمؤسسات التمثيلية، بما فيها مؤسسة الحكومة عن وقف هذه الاحتجاجات وتجاوز الأزمة، بل ساهمت المقاربة المعتمدة في المزيد من تأجيج الأوضاع وتنامي الاحتجاجات..

وفي هذا السياق لا بد من تسليط الضوء على الأسباب العميقة التي أثرت، ولازالت تؤثر في وظائف المؤسسات المنتخبة والهيئات السياسية، ولا بد، أيضا، من مساءلة مدى استقلالية القرار الحزبي ومدى احترام حرية الأحزاب السياسية، هل يمكن لأحزاب فاقدة لحريتها ولاستقلالية قرارها أن تنجح في تأطير المواطنين وأن تساهم بفعالية ومصداقية في تدبير الشأن العام؟

لا خيار أمام الدولة وأمام الطبقة السياسية إلا الإيمان بأن الاختيار الديمقراطي، الذي يعتبر ثابتا دستوريا، له كلفة سياسية وهذه الكلفة تمر عبر الاعتراف الحقيقي بالأحزاب السياسية ومساعدتها على النهوض بأدوارها، واحترام استقلاليتها بعيدا عن أساليب التسيير عن بعد التي لم تعد تنطلي على أحد، وبعيدا عن منهجية التمييز بين “الأحزاب المحظوظة” و”الأحزاب المغضوب عليها”، التي أثبتت فشلها الذريع..

بالمقابل، لا بد أن تتحمل الأحزاب السياسية مسؤولياتها الكاملة في تفعيل الاختيار الديمقراطي، الذي يمر عبر إصلاح أعطابها الداخلية وطرح المطالب والأسئلة الحقيقية، عوض الهروب من أقصر الطرق لكسب رضا السلطة عبر المطالبة بتركيز جميع السلط بيد مؤسسة واحدة..

هذا هو السيناريو الأسوأ الذي لن ينتج إلا المزيد من إرهاق الدولة وارتباك أداء المجتمع..

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلفة الخيار الديمقراطي كلفة الخيار الديمقراطي



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 20:35 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

4 ساعات جوا في رحلة الوداد إلى كوناكري

GMT 20:23 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

معلومات مهمة لعشاق رونار

GMT 10:49 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

عطب إداري

GMT 10:33 2017 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

عين العدل

GMT 15:48 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

مدرب ليستر سيتى يشيد بالجزائري رياض محرز

GMT 09:13 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

برامج الطبخ بين الفائدة والتسلية

GMT 11:29 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

أسود هولندا وحراك الريف

GMT 14:42 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عموتة يرخص للاعبي بركان بمغادرة تجمع المحليين

GMT 00:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أمبارك بوصوفة يهدي تأهل المغرب لمونديال روسيا للجماهير

GMT 05:09 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رضوان جيد حكما لمباراة الكوكب والفتح الرباطي

GMT 06:49 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

الغموض يلف مستقبل كوندي مع الفتح الرباطي

GMT 20:46 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد طنجة يفرض التعادل على الجيش الملكي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib