التحالفات الحزبية في المغرب

التحالفات الحزبية في المغرب

المغرب الرياضي  -

التحالفات الحزبية في المغرب

بقلم : محمد الأشهب

فجأة اعتلت معركة "المليون صوت" واجهة التراشق السياسي بين "العدالة والتنمية" وخصومه في المعارضة. أراد هؤلاء التشكيك في ظروف تسجيل ثلاثمائة ألف ناخب في قوائم الاقتراع في استحقاقات بلديات العام الماضي، فانبرى رئيس الحكومة زعيم "العدالة والتنمية" يسأل كيف تأتى لغريمه "الأصالة والمعاصرة" حيازة مليون صوت، مع أنه بلا تاريخ نضالي أو برنامج سياسي أو نفوذ سياسي.
أهي معالم ردة في اتجاه التشكيك في نزاهة الانتخابات السابقة، يراد بها التحذير من مخاطر تكرار هكذا مؤاخذات لا تخلو من خلفيات تأثير حدة الصراع؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون تمارين تعويد العضلات الحزبية على المنافسات المرتقبة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) القادم؟ أيا كان الجواب، فالاستحقاقات القادمة التي بدأت قبل موعدها تؤشر إلى فرز جوهري، يكاد يشابه فترات الاحتقان بين المعارضة والسلطة السياسية، بعد أن اطمأن الجميع إلى أن هذه الهواجس وضعت في الخلف ولا مجال لمعاودة استنساخها بأي شكل من الأشكال.
اللافت في مظاهر الردة الجديدة أن المنافسات السياسية التي يفترض أن تكون قائمة بين أحزاب الموالاة والمعارضة على حد سواء، انتقلت إلى هوامش المحظور، من خلال تلويح أحزاب مثل "العدالة والتنمية" و "الاستقلال" و "التقدم والاشتراكية" بامتداد ظاهرة التحكم إلى المجال الانتخابي، والدعوة إلى تشكيل "جبهة وطنية" لمواجهة هذا السلوك، بينما تبدو فاعليات على الطرف الآخر وكأنها غير معنية بهذا التجاذب، باستثناء "الأصالة والمعاصرة"، كونه يراهن على نهاية ولاية حكم الإسلاميين وحلفائهم.
غير أن الدولة التي تلقت اتهامات ثقيلة، لم يصدر عنها ما يفيد باتخاذ مسافة محددة إزاء كافة الشركاء السياسيين. وهي إن كانت في حل من الرد على هذه الاتهامات، بالنظر إلى المسؤولية السياسية التي يتحملها رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران في رعاية الانتخابات، فإن طلب الأخير من وزارة الداخلية نشر النتائج التفصيلية لاقتراع بلديات الخريف الماضي، بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر، يعفيها من بعض الجوانب التقنية التي طاولت الاستشارة الجماعية، وإن كان سؤاله الصريح، كيف حصل "الأصالة والمعاصرة" على مليون صوت، حسم الأمر.
بعلاقة مع ترتيبات التحالفات والتوازنات، أعلن "العدالة والتنمية" أنه في وارد دعم مرشحي حزب "الاستقلال" السبعة الذين أسقطت الغرفة الثانية في البرلمان ولايتهم في مجلس المستشارين، ورد "الاستقلال" بمساندة موقف الحكومة في إجازة قانون الإحالة على التقاعد، ما شكل تحولا في العلاقة بين الحزبين، يؤسس لمعاودة خطوات التنسيق والتفاهم. وفي حال آلت الترتيبات إلى تشكيل جبهة ثلاثية، فإن ذلك يعتبر مكسباً كبيراً لرئيس الحكومة، فيما لم يقدر "الأصالة والمعاصرة" حتى الآن جذب متحالفين جدد، عدا "الاتحاد الاشتراكي" الذي فقد كثيراً من بريقه، لكنه يواصل عراكه من منطلق أيديولوجي صرف.
جديد الاشتراعيات القادمة أنها أفسحت المجال أمام بناء تحالفات حزبية قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع، بينما يرى بعض الأحزاب أن عليها انتظار النتائج لتحديد اختياراتها. ولا يزال الموقف الذي يمكن أن تلتزمه "الحركة الشعبية" غامضاً، فيما دأب "تجمع الأحرار" على أن يكون إلى جانب سفينة "الأصالة والمعاصرة". لكن اشتراعيات العام 2011 عرفت تحالفات بهذا الصدد، ليس أقلها أن ثمانية أحزاب انضمت إلى مواجهة "العدالة والتنمية" و "الاستقلال" و "التقدم والاشتراكية". ثم جاءت النتائج لفائدة الحزب الإسلامي الذي حاز الصدارة. ربما كان الفارق هذه المرة أن أجواء الانتخابات غاب عنها الحراك الاجتماعي الذي هيمن على الأوضاع السياسية في كثير من البلدان العربية. غير أن "العدالة والتنمية" المغربي حافظ على نفوذه ومكانته، لأنه راهن على الإصلاح في إطار الاستقرار.
من يدري، فالحراك السياسي بين المعارضة والموالاة قد يفرز ما يشبه طبعة صغيرة منقحة لربيع مغربي بنكهة جديدة.

GMT 08:17 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

معنى استعادة سرت من «داعش»

GMT 08:15 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

لغة الإشارات بين المغرب والجزائر

GMT 08:14 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

عن التناوب الحكومي في المغرب

GMT 08:13 2016 الثلاثاء ,30 آب / أغسطس

التحالف الإسلامي ومواجهة «داعش»

GMT 07:17 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

بن كيران والاستحقاق الانتخابي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات الحزبية في المغرب التحالفات الحزبية في المغرب



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 07:48 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

مجموعة من لاعبي الوداد مرشحون لمغادرة الفريق

GMT 13:31 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

بعد وداع اليورو زيدان يقترب من تدريب منتخب فرنسا

GMT 03:33 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

اللافي يحرز ثنائية في خسارة ليبيا من تونس

GMT 19:44 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

احتمال رحيل زكريا لبيض عن الأجاكس

GMT 23:20 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

الوداد يستعيد نجمين بارزين قبل العودة للدوري الاحترافي

GMT 23:08 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

5 غيابات للوداد أمام الدفاع الجديدي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib