هموم عربية

هموم عربية

المغرب الرياضي  -

هموم عربية

بقلم - يونس مسكين

في سياق موجة الثورات الجديدة التي تعرفها المنطقة العربية، وما يرافقها من تصعيد في الثورات المضادة التي يراد لجيوش بعض الدول العربية أن تقودها، جمعتني أخيرا جلسة على هامش لقاء دولي بعدد من الأصدقاء المتابعين للشؤون السياسية من بعض الدول العربية، ما حوّل الجلسة إلى قراءات وتساؤلات متقاطعة حول ما يجري في مختلف الدول العربية.

كنت شخصيا مهتما بمعرفة أقصى ما يمكن حول ما تعيشه بعض الدول من خلال عيون تنظر إليها من الداخل، بغض النظر عن تموقعاتها السياسية والإيديولوجية، وفي الوقت نفسه استطلاع آراء هذه العيون حول المغرب، في نظرة خارجية. فتحت النقاش بسؤال وجهته إلى الأصدقاء التونسيين الحاضرين، حول ما ينتظر من الانتخابات الرئاسية المرتقبة بعيد الصيف المقبل.

ابتسم صديقي التونسي وقال في تعليق مقتضب، كما لو أنه يحاول عدم إطالة النقاش: «تصوّر فقط ما سيكون عليه بلد في عهد رئيس كان مديرا للأمن الوطني في بداية الستينيات وأصبح وزيرا للداخلية بعد ذلك. أكثر ما يمكن أن يفرح به التونسيون هو أن هذا الرجل يعدهم بألا يترشح من جديد». حاول الصديق التونسي إرجاع الكرة بسرعة، وأنهى حديثه بإثارة ما يجري في المغرب: «يا أخي، ما هذا الذين يحصل عندكم؟ هذه الاحتجاجات التي يقوم بها الأساتذة ومواجهة الأمن لهم مخيفة».

حاولت أن أوضح طبيعة الملف الذي تحوّل إلى مشاهد مخيفة في الشارع، باعتباره ملفا اجتماعيا يرتبط بالتوازنات المالية الكبرى، لكن صديقي التونسي قاطعني: «هذا غير مهم، نحن أيضا نعيش إضرابات مماثلة للأساتذة، حيث يرفضون إجراء الامتحانات أو يجرونها ولا يسلمون النقط، لكن المغرب كان بالفعل حالة استثنائية خلال الربيع العربي، ودعني أقول لك بصراحة إننا كنا نعتبركم محظوظين، لكن ما نشاهده الآن سيجعل رؤوس الأموال والاستثمارات تهرب منكم».

صديق لبناني حضر الجلسة حاول مشاكسة مصريين كانا يتابعان النقاش في صمت: «وأنتم؟ ألن تقولوا شيئا عن الاستفتاء والدستور الذي يسمح للرئيس بالبقاء في الحكم إلى غاية 2030؟». أجاب أحد المصريين بالقول إن ما ينبغي الانتباه إليه قبل نتيجة الدستور التي آلت إلى «نعم» هو نسبة المشاركة التي لم تتجاوز 44 في المائة، رغم الدعاية المكثفة والقبضة المحكمة للسلطة على مفاصل المجتمع». وكمن يعيد الكرة إلى من ألقى بها إليه، أنهى الصديق المصري حديثه بمساءلة اللبناني: «وأنتم، ما موقعكم من الإعراب في ما يحصل في المنطقة؟».

الجواب لم يكن على قدر كبير من التهرب، حيث اعتبر هذا العارف بالمجال الإعلامي، أن الصحافة اللبنانية دفعت ثمنا باهظا للتحولات التي تعرفها المنطقة العربية. «لاحظوا كيف أننا أصبحنا ندفع ثمن الانقسامات العربية من خلال الأزمات السياسية والاقتصادية التي نعيشها بفعل ارتباط القوى السياسية اللبنانية بهذا الطرف أو ذاك. لكن الصحافة المسكينة دفعت أكبر ثمن حين قررت بعض الأطراف الخليجية سحب أموالها التي كانت تضمن وجود الكثير من الصحف، ما أدى إلى انهيارات متتالية للمؤسسات الإعلامية».

وجّهت دفة النقاش نحو أحد العراقيين الحاضرين في تلك الجلسة، وسألته: «أنتم في العراق عشتم تجربة الإطاحة بالرئيس الدكتاتوري منذ 15 عاما، لكن عبر تدخل أجنبي مباشر، ألا تشعرون اليوم بأنكم كنتم أول ضحية لركوب القوى الدولية على تطلعات الشعوب، لتحول حلمها بالحرية إلى كابوس عنوانه تفكيك النظام الإقليمي واستباحة المنطقة؟».

حاول الصديق العراقي المنحدر من منطقة كردستان أن يحافظ على هدوئه رغم ما بدا عليه من غضب، وخاطبني قائلا: «صديقي، يمكنك أن تقرأ وتحلل ما يقع والنتائج التي ترتبت إليه كما يحلو لك، لكن، لا تنتظر مني بتاتا قبول أي مقارنة بين العهد الحالي وعهد صدام». سألته مستغربا: «هل كان عهد صدام يعرف هذا الحجم من العنف والاقتتال والتفجيرات وداعش؟ هو على الأقل كان يمنع ذلك».

عاد الصديق العراقي ليصرّ: «أفهم ما تقوله لأنك تعيش بعيدا، لكنك لو عشت يوما واحدا تحت حكم صدام لتمنيت الجحيم على ألا يستمر في الحكم. لا يمكنك أن تتصوّر ثمن ذلك الاستقرار الذي تتحدث عنه والذي دفعه العراقيون من حرياتهم في السجون والتعذيب والقتل… نحن لا نعيش النعيم حاليا، لكن على الأقل لدينا برلمان منتخب ورئيس كردي، ولا أحد يفرض على الآخرين أفكاره وقوانينه…».

حين بدا أننا استنفدنا المواضيع الساخنة للمنطقة العربية، ونوشك على إنهاء النقاش، بادر صديق أردني، كان يتابع أحاديثنا بتأمل وصمت، إلى التعليق تلقائيا: «هناك الكثير من السلبيات والإيجابيات في كل ما قلتموه، لكنني أتساءل: لماذا نحن في الأردن لا نعيش أي شيء مما تعيشونه؟ يا أخي، لا شيء عندنا يتحرك، الحكومة والمعارضة يتفقون ويختلفون على الأشياء نفسها، لكن لا شيء يتغير أو يوحي بالتغيير. لا يهمني مآل الأمور، لكنني تمنيت لو عشنا شيئا مما تعيشونه حتى نقول إننا حاولنا على الأقل».

GMT 08:06 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

طوق النجاة لمباحثات الخرطوم

GMT 08:03 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

من قراءات الأسبوع

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 07:44 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

عيون وآذان (محمد بن زايد يعرف مصالح الإمارات)

GMT 07:42 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هموم عربية هموم عربية



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 20:35 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

4 ساعات جوا في رحلة الوداد إلى كوناكري

GMT 20:23 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

معلومات مهمة لعشاق رونار

GMT 10:49 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

عطب إداري

GMT 10:33 2017 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

عين العدل

GMT 15:48 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

مدرب ليستر سيتى يشيد بالجزائري رياض محرز

GMT 09:13 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

برامج الطبخ بين الفائدة والتسلية

GMT 11:29 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

أسود هولندا وحراك الريف

GMT 14:42 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عموتة يرخص للاعبي بركان بمغادرة تجمع المحليين

GMT 00:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أمبارك بوصوفة يهدي تأهل المغرب لمونديال روسيا للجماهير

GMT 05:09 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رضوان جيد حكما لمباراة الكوكب والفتح الرباطي

GMT 06:49 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

الغموض يلف مستقبل كوندي مع الفتح الرباطي

GMT 20:46 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد طنجة يفرض التعادل على الجيش الملكي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib