حلف قطر الخماسى المزعوم

حلف قطر الخماسى المزعوم

المغرب الرياضي  -

حلف قطر الخماسى المزعوم

بقلم-مكرم محمد أحمد

لا أظن أن العراق يقبل بتشكيل حلف خماسى يضم (إيران وتركيا وسوريا والعراق وقطر) وهو الاقتراح الذى قدمه وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثانى خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد، متصوراً رئيس الوزراء العراقى الجديد عادل عبدالمهدى يستطيع أن يمرر هذا التحالف رغماً عن التيار الصدرى وعن زعيمه مقتدى الصدر الذى يطلب الحفاظ على هوية العراق فى مواجهة ضغوط إيران المتزايدة . ومن المؤكد أن الاتحاد الأوروبى لن يتحمس كثيرا لاقتراح حلف خماسى يضم هذه الدول يمكن أن يثير شكوك المجتمع الدولى ويمكن أن يستفز الولايات المتحدة، وأغلب الظن أنه مشروع قطرى سياسى فاشل يصعب أن يمر، وحذر المفكر العراقى غالب الشهبندر من بيع العراق إلى إيران من قبل رئيس الوزراء عادل عبدالمهدى، كما طلب من الزعيم مقتدى الصدر إسقاط حكومة عبدالمهدى مؤكداً أن عبد المهدى يخضع لتأثيرات قاسم السليمانى قائد الحرس الثورى الإيرانى وربما يكون مدفوعاً لتنفيذ أجندات طهران، وقد طالب العديد من الشخصيات العراقية برفض الاقتراح القطرى لأن حلفاً تقوده قطر سوف يكون حلفاً فاشلاً يعانى عقوبات رادعة لتعاونه مع إيران -التى تعتبرها الأمم المتحدة الراعى الأول للإرهاب -خاصة أن إيران تعانى الآن تنفيذ حزمة العقوبات الاقتصادية الأمريكية الثانية التى جرى تطبيقها الأسبوع الماضي، كما تعانى قطر المقاطعة التى تقودها دول التحالف الرباعي، السعودية ومصر والإمارات والبحرين خاصة أن الهدف الأول من هذا الحلف الخماسى إنقاذ دولة الملالي!. وما زاد من حجم الهواجس المثارة أن الرئيس العراقى الجديد برهم صالح خلال زيارته الأخيرة ايران, دعا إلى إنشاء تحالف إقليمى جديد يلبى جميع مصالح دول المنطقة، كما أكد اعتقاده بأن لدى إيران دوراً مهماً تلعبه فى هذا النظام الجديد، إلا أن حديث الرئيس العراقى برهم صالح لم يكشف إن كان ما تحدث عنه الرئيس العراقى جزءاً من هذا التحالف الخماسى المقترح؟! إلا أنهم يؤكدون أن فرص نجاح هذا التحرك تكاد تكون منعدمة، كما أن تزامن التحرك الذى تقوده قطر مع الحملة التى تقودها الإدارة الأمريكية لعزل إيران دولياً يجعل من تحرك قطر فى هذا الاتجاه أمراً عبثيا، فضلاً عن أن المناخ العام فى المنطقة يبدو غير ملائم وأن صالح العراق يفرض عليه النأى بنفسه عن سياسات المحاور، خاصة أن جميع الأحزاب الشيعية فى جنوب العراق متهمة بالانحياز إلى إيران على حساب مصالح الشعب العراقى ويعانى جميعها أزمات مصيرية بما فى ذلك حزب الدعوة الذى يرأسه حيدر العبادى رئيس وزراء العراق السابق, لأن هذه الأحزاب فقدت هويتها الوطنية العراقية، كما أن مجموع الشعب العراقى، لا يطمئن لحكومة آيات الله فى طهران التى طالبت الشعب العراقى بالسداد الفورى لديون إيران لدى بغداد وإلا قطعت طهران إمدادات الكهرباء عن العراق فى عز القيظ دون رحمة، فضلاً عن أن الواجب الأول للعراق الآن هو التصالح مع عمقه العربى خاصة أن العراق الآن على علاقة طيبة بكل من السعودية ومصر وتشهد علاقات العراق بالقطبين العربيين تقدماً مطرداً. ورغم أن الصحف الإيرانية تبالغ فى حجم التطور المنتظر فى العلاقات الإيرانية العراقية بعد زيارة الرئيس العراقى برهم صالح طهران، خاصة مع تصريحات السفير الإيرانى الأسبق فى بغداد حسن كاظمى التى أكد فيها أن العراق وإيران يملكان رؤية مشتركة تتعلق بقضايا المنطقة وأن العراق لم يرفع بعد راية الاستسلام للمطالب الأمريكية, وأن العراقيين أوضحوا للأمريكيين الذين طلبوا مقاطعة شراء البترول الإيرانى بنسبة 100% أنهم سوف يتصرفون وفق مصالح بلادهم، لكن الأمر المؤكد أن ذلك لا يعنى موافقة العراق على أن يكون طرفاً فى تحالف خماسى يضم تركيا وسوريا وقطر وإيران وربما يكون الصحيح بالفعل أن بغداد أبلغت واشنطن بوضوح أنها لا تستطيع قبل عام 2022 الاستغناء عن الغاز الإيرانى الذى يشغل معظم محطاتها الكهربائية, وقد وافقت واشنطن على استثناء العراق من العقوبات لهذه الأسباب، كما استثنت 8 دول أخرى بينها الهند والصين، لكن ذلك لا يعنى أن العراق يمكن أن يجازف بدخول هذا التحالف الخماسى المزعوم.

نقلا عن الأهرام القاهرية 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 08:07 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أخبار مهمة أمام القارئ

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات والأردن.. توافق لأمن المنطقة

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسوأ عقاب أوروبى لأردوغان

GMT 07:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لهذا تقود أمريكا العالم!

GMT 07:57 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كسر الحلقة المقفلة في اليمن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلف قطر الخماسى المزعوم حلف قطر الخماسى المزعوم



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 15:29 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

عقوبات انضباطية بحقّ 41 لاعبًا كوريًا جنوبيًا

GMT 16:31 2020 الأحد ,05 إبريل / نيسان

رقم تاريخي يزين مسيرة حمد الله مع النصر

GMT 19:32 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يتقدم بشكوى رسمية للفيفا ضد حمدى النقاز

GMT 22:31 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أشرف يثني على أجواء معسكر الأسود قبل مواجهة جزر القمر

GMT 09:34 2015 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"صلة" تحذر جماهير ديربي جدة من السوق السوداء

GMT 22:26 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

بادو الزاكي يتابع مباراة الوداد واتحاد العاصمة

GMT 23:35 2016 الخميس ,29 كانون الأول / ديسمبر

سيباستيان دوسابر يحتج على مسؤولي الوداد البيضاوي

GMT 21:12 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف صبحي يبحث التعاون الثنائي مع الوزيرة شما المزروعي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib