السياسة، والسياسي والكنيسة

السياسة، والسياسي والكنيسة!

المغرب الرياضي  -

السياسة، والسياسي والكنيسة

بقلم : عبد الحميد الجماهري

«ليست المعاينة جديدة، إذ إن السياسة في بلادنا، منذ سنوات عديدة، ما فتئ تفقد مصداقيتها باضطراد، مما ينجم عنه، في أحسن الحالات العزوف الجماعي وفي أنكاها الغضب. والوقت الذي يمر يبين تزايد الهوة بين المواطنين وممثليهم وبين الحكام.
إن أزمة السياسي هي أولا وقبل كل شيء، أزمة ثقة إزاء أولائك المكلفين بالسهر على الصالح العام….
هناك طموحات شخصية متضخمة، مناورات وحسابات انتخابية، وعود لا تحترم، الشعور بوجود عاملين سياسيين مفصولين عن الواقع..غياب مشاريع أوروبية ذات مدى الطويل ، سلوكات حزبوية وديماغوجية.. كلها أشياء لم تعد مبررة بل صارت غير محتملة!
إذا كان الأمر لا يتعلق بالحلم بطهرانية وهمية في العلاقات الاجتماعية والسياسية، فإن موقف وصورة البعض ترمي بظلال ذلك على مجموع الذين يعيشون الالتزام السياسي كخدمة لبلادهم….
وإذا كانت السياسة، كمعنى لاشتغال ما وممارسة ما تعرف قلقا خطيرا اليوم، فذلك لأن شيئا أساسيا ما قد ضاع أو تم تحريفه. وهذا ليس من مسؤولية الطبقة السياسية وحدها، فمجتمعنا، وبمعنى أوسع، كل حياة مشتركة لا يمكنها أن تكون بدون ما هو سياسي. وما هو سياسي يسبق السياسة، ولا يتلخص في تنفيذها. إن السياسي يترجم وجود« نحن» يتجاوز الخصوصيات، ويحدد شروط الحياة في المجتمع، في حين أن السياسة تعني الأنشطة، والاستراتيجيات والإجراءات العملية التي تمس ممارسة السلطة..
في بلداننا الديمقراطية،هذه السلطة تتأتى من انتخاب المواطنين. غير أن ما يجب أن يشكل أساس هذا التمرين هو … السياسيle politique والبحث عن الصالح العام والذي يجب أن يجد أساسه بدوره في نقاش حقيقي حول القيم والتوجهات المشتركة..».
هذا الدرس السياسي صادر .. عن الكهنوت الفرنسي. فهو جزء من تقرير عن الوضع السياسي في فرنسا كتبه مؤتمر القساوسة الفرنسيين، تم نشره يوم الخميس، يدعون فيه إلى «استعادة المعنى السياسي»…
في هذا النص، هناك إشارة مركزة، تقول «بأن السياسة علت على السياسي»، كما تم شرحهما أعلاه. وهي عبارة تليق بالتفكير السياسي العميق 
la politique a pris le dessus sur le politique!
وبهذا النداء، ينضم رجال الدين الفرنسيون إلى النقاش العام من مصلحة العموم، وأيضا من الإطار السياسي للجمهورية.
نحتاج أن نستحضره، أولا في طبيعة العلاقة التي يبنيها رجال الدين مع الجمهورية،ثم في العلاقة التي بنوها مع السياسة بالأساس..بعيدا عن أي مرجعية دينية صريحة أو ضمنية، بل بالرجوع إلى «العقد الاجتماعي» كما وضعه جون جاك روسو!
بل يدعوه فيه إلى إعادة التفكير في هذا العقد، وإعادة تعريفه من جديد….
هناك أيضا حديث عن «مجتمع متوتر»، تقاطباته ومفارقاته، هناك الحديث عن الاختلاف الثقافي والإدماج الحديث عن المعنى
أزمة الكلام
ودعوة إلى فهم عادل وصحيح للائكية 
أي كل ما يشكل حياة الجمهورية بقاموس الجمهورية وليس قاموس الكنيسة..
يستحق هذا النقاش التبييء الوطني في عالمنا القريب والبعيد..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة، والسياسي والكنيسة السياسة، والسياسي والكنيسة



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 15:29 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

عقوبات انضباطية بحقّ 41 لاعبًا كوريًا جنوبيًا

GMT 16:31 2020 الأحد ,05 إبريل / نيسان

رقم تاريخي يزين مسيرة حمد الله مع النصر

GMT 19:32 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يتقدم بشكوى رسمية للفيفا ضد حمدى النقاز

GMT 22:31 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أشرف يثني على أجواء معسكر الأسود قبل مواجهة جزر القمر

GMT 09:34 2015 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"صلة" تحذر جماهير ديربي جدة من السوق السوداء

GMT 22:26 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

بادو الزاكي يتابع مباراة الوداد واتحاد العاصمة

GMT 23:35 2016 الخميس ,29 كانون الأول / ديسمبر

سيباستيان دوسابر يحتج على مسؤولي الوداد البيضاوي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib