السياقة بـ”المارشاريير”

السياقة بـ”المارشاريير”!

المغرب الرياضي  -

السياقة بـ”المارشاريير”

بقلم : جمال بودومة

بمجرد ما اجتزنا منعطف 20 فبراير2011، صارت البلاد تمشي بسرعة جنونية إلى الوراء، وكلما صرخ أحد أو استنكر أو حذر من خطورة السياقة بـ”المارشاريير”، وجد نفسه أمام المحكمة، يؤدي غرامة أو يقضي عقوبة سجنية، إذا لم يطلقوا عليه الكلاب كي تنهش لحمه على الجرائد الصفراء والمواقع المأجورة. كم من صحافي شريف نشروا عرضه، وكم من مناضل نزيه دمروا مستقبله، وكم من مواطن بسيط داسوا عليه بأحذيتهم الثقيلة لأنه تجرأ على الاحتجاج، بل طحنوه في حاوية للأزبال دون أن يرف لهم جفن!

لكن الضغط يولد الانفجار والنهايات موجودة في البدايات. ما يحدث في الحسيمة ليس مفاجئا. المتتبع الحصيف للتطورات السياسية في المغرب خلال الأعوام الأخيرة يعرف أن البلاد كانت تتجه بخطوات حثيثة نحو جولة جديدة من التظاهرات، ما لم يكن في الحسبان هو أن يأتي الغضب من الريف، لأنه يضفي على الشوط الثاني من الاحتجاجات طابعا خطيرا ومفتوحا على كل الاحتمالات. الثورة الهادئة التي انطلقت من الحسيمة هي امتداد طبيعي لتظاهرات العشرين من فبراير. بلغة الزلازل والطبقات التكتونية: “هزة ارتدادية”. ومن درس الجيولوجيا يعرف أن الموجات الارتدادية (S) أشد خطورة وفتكا من الموجات الأولية (P). الريف هو عبدالكريم الخطابي، كبرياء المغرب أمام العالم في القرن العشرين، الورثة يملكون الرمز والقضية والراية. راية حاول البعض أن يرى فيها نزوعات انفصالية، غير أن الزفزافي ورفاقه قطعوا عليهم الطريق وكانوا واضحين: الاحتجاجات سلمية، مطالبها اجتماعية واقتصادية، وسقفها بلد واحد اسمه “المغرب”.

عندما خرج الملايين إلى الشارع يطالبون بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية في 20 فبراير 2011، مات المغرب القديم إلى الأبد. المحللون النبهاء والسياسيون النبلاء والصحافيون النزهاء وكل الغيورين والشرفاء ظلوا يشرحون بـ”الخشيبات” أن السيارة دخلت إلى “الأوتوروت” والرجوع إلى الوراء غير ممكن، لكن الذين استفردوا بالقرار في الطابق الأعلى أصروا على أن 20 فبراير مجرد قوس يجب إغلاقه، خصوصا بعد الثورات المضادة التي شهدتها بلدان ما سمي بـ”الربيع العربي”. وإذا كان التاريخ قوسا، فإن سهامه مسمومة!

منذ ست سنوات، لم يتقن المخزن شيئا أكثر من التنكر للوعود التي حملها خطاب 9 مارس 2011. بدءا من الاستفتاء على الدستور، الذي اعتمد في تمريره على “البلطجة”، رغم أنه كان في غنى عن ذلك. وحين اضطر إلى تسليم مفاتيح الحكومة للحزب الفائز في الانتخابات، عمل كل ما بوسعه كي يفرغ التغيير من مضمونه، وأخرج عبدالإله بنكيران من المشهد، وسخّف الأحزاب، وأغرق الحكومة بجحافل من التقنوقراط الذين لا يستطيع أحد محاسبتهم، ووسع الهوة بين الفقراء والأغنياء، وفتح كل الأبواب للمفسدين. بعد سنوات من النكوص والمشي إلى الخلف، ها هي السيارة تتوقف جنب الحافة، ولا ينقصها إلا “دفيعة صغيرة” كي تسقط البلاد كلها في الهاوية. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. ما العمل؟ الحل سياسي وليس أمنيا، من يعتقد أن بإمكانه إخماد الاحتجاجات بقمع المتظاهرين واعتقال القادة، كمن يريد وضع “تسونامي” في قارورة أو جمع الزلزال في صندوق…”پيك يا وليدي”!

GMT 09:55 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأمكنة أيضا تموت!

GMT 09:52 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأمكنة أيضا تموت!

GMT 08:38 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

كلمات لن استعملها ولو تحت التعذيب!

GMT 06:51 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

«المعربون» في الأرض!

GMT 09:35 2019 الخميس ,28 آذار/ مارس

مثل «حلم ليلة صيف»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياقة بـ”المارشاريير” السياقة بـ”المارشاريير”



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 13:45 2021 الجمعة ,08 تشرين الأول / أكتوبر

البنزرتي يوضح تفاصيل تضييع الوداد الفوز بلقب العصبة

GMT 14:46 2023 الأحد ,21 أيار / مايو

بول بوغبا يؤكد أن يوفنتوس سيعود أقوى

GMT 18:42 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

بيب غوارديولا يُعلق على مقارنة هالاند بميسي

GMT 03:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

جامعة الكرة تعلن موعد إجراء قرعة إقصائيات كأس العرش

GMT 05:11 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022

GMT 10:20 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يتصدّر النجوم العرب الغائبين عن كأس العالم 2022

GMT 08:20 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب مانشستر يونايتد يوضح برنامجه خلال كأس العالم

GMT 13:30 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

برشلونة يواصل إغراء ميسي بالعودة

GMT 22:23 2022 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

جماهير الأهلي تهاجم المغربي بدر بانون بسبب الوداد

GMT 09:38 2021 الأحد ,24 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يفوز على ضيفه الدفاع الجديدي3-0

GMT 09:41 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

فريق شبيبة القبائل يتوصل إلى حل لدخول الأراضي المغربية
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib