من ينفذ أجندة أجنبية في المغرب

من ينفذ "أجندة أجنبية" في المغرب ؟

المغرب الرياضي  -

من ينفذ أجندة أجنبية في المغرب

احمد عصيد

عادت السلطة إلى عادتها القديمة، اتهام معارضيها ونقاد سياساتها بالعمالة للخارج، وبتنفيذ "أجندة أجنبية"، التهم التي اعتقدنا أنها مرتبطة بأنظمة شمولية مثل كوريا الشمالية، أو ثيوقراطية بالأساس مثل السودان والسعودية وإيران. وهكذا فبعد أن اتهم وزير الداخلية القوى الحقوقية بالعمالة لجهات خارجية، وهو ما أعقبه قمع خطير لمنظمات حقوقية عريقة في النضال من أجل حقوق الإنسان بالمغرب، أقدم بنكيران رئيس الحكومة بدوره على اتهام الحركة النسائية، التي لم تطالبه سوى بتفعيل الفصل 19 من الدستور والوفاء بالتزاماته في التصريح الحكومي، اتهامها بتنفيذ "أجندة خارجية".

والمثير للاستغراب أن السلطة وهي تتهم معارضيها الحقوقيين والسياسيين بالتبعية لجهات خارجية، تعمل يوميا على إقرار سياسات تعود في النهاية إلى الدوائر السياسية والمالية الأجنبية، فقد اتخذ بنكيران قرارات حازمة كان لها وقع كارثي على جيوب الفقراء، حيث أجهزت على العديد من المكتسبات الاجتماعية، وكان ذلك كله في الوقت الذي تمّ فيه اللجوء إلى المؤسسات المالية الدولية لإغراق البلاد في ديون متراكمة والدفع بها نحو الهاوية، ويعلم الجميع أن الارتباط بالمؤسسات المالية الدولية تعقبه تدابير تكون في الغالب على حساب الشعوب المستضعفة.

كما أن انتساب حزب العدالة والتنمية المغربي إلى تجربة الإخوان المسلمين يجعل المغرب مهددا بأن يرهن في يد إمارة قطر البترولية، الممول الرئيسي للإخوان، وهو التمويل الذي يرتبط بأجندة تسعى قطر إلى تنفيذها في العديد من البلدان، وقد انطلقت فعلا مع ما سمي بـ"ربيع القيم" المبادرة التي اتخذتها حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي لحزب المصباح، والتي تعتمد تمويلا خليجيا من أجل نشر قيم "الإسلام الصحيح" في المجتمع المغربي، وهي "القيم" التي يعرف الجميع نتائجها على استقرار البلد وأمن أبنائه.
كما أن تحالف حزب المصباح المغربي مع حزب العدالة والتنمية التركي أدى من بين الأمور المبرمة بين الطرفين إلى ضرب مصالح التجار الصغار بإدخال محلات تركية لتجارة القرب تعمل بأحياء المدن المغربية، وهكذا ففي الوقت الذي ينتظر فيه التجار الصغار سياسة جديدة من الحكومة لتشجيعهم وضمان تطوير مهنتهم، يترقبون قطع أرزاقهم على يد حزب يفكر في مصلحة حلفائه الخارجيين أكثر مما تهمه مصالح البلاد.

وتنتشر بالمغرب عشرات الجمعيات السلفية والمدارس القرآنية التابعة للوهابية العالمية، والتي تتلقى أموالا طائلة لا يحاسبها عليها أحد، مع العلم أن هدف هذه الجمعيات والمدارس هو تقويض أسس الدولة الحديثة في مختلف بلدان العالم، وضرب قيم المواطنة وخاصة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

من جهة أخرى نجد السلطة متجهة في مجال الشأن الديني نحو لعب دور إقليمي عبر تكوين الأئمة في "الإسلام الوسطي"، مما جعلها ترصد ميزانية هامة لبناء مؤسسة خاصة بذلك، وهو إجراء كما هو معلوم يرتبط بأجندة خارجية تقودها أمريكا في المنطقة، وتعدّ فرنسا لاعبا رئيسيا فيها بتواجدها العسكري والسياسي في بلدان الساحل.
وتتلقى الحكومة المغربية ميزانيات هامة من الاتحاد الأوروبي تخصّ مجالات عديدة، ويتمّ ذلك وفق أجندة عملية تضعها دول الإتحاد وتفرض على المغرب الالتزام بها لكي تقبل به شريكا اقتصاديا، وتمنحه بالتالي "وضعا متقدما" في الشراكة معها.

من الذي ينفذ إذن أجندة أجنبية بالمغرب؟ هل الحقوقيون والمعارضون السياسيون الذين هدفهم الرقي ببلدهم إلى مستوى مشرف، أم السلطة التي تتلقى أموالا من الشرق والغرب لا يعرف أحد حتى أين تصرف وكيف ؟

GMT 08:06 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

طوق النجاة لمباحثات الخرطوم

GMT 08:03 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

من قراءات الأسبوع

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 07:44 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

عيون وآذان (محمد بن زايد يعرف مصالح الإمارات)

GMT 07:42 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري

GMT 07:40 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الإيماءات الدبلوماسية لن تحل المشكلة الإيرانية

GMT 07:38 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إرهاب إسرائيلي يؤيده ترامب)

GMT 07:36 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

سعد الحريري ورفض الأمر الواقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ينفذ أجندة أجنبية في المغرب من ينفذ أجندة أجنبية في المغرب



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 19:26 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

شتوتجارت يكتسح أوجسبورج برباعية في الدوري الألماني

GMT 18:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي يُؤكِّد عودته للوداد رغم المشاكل التي يُعانيها

GMT 13:37 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب الوداد يستدعي الكوثري لمواجهة مولودية وجدة

GMT 14:24 2013 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

توفيق اجروتن لم يلتحق بفريق "الأمل"

GMT 23:53 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

سيباستيان فيتل يسجل أسرع زمن في" فورمولا1"

GMT 02:55 2014 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

يوسف العربي يتألق ويسجل ضد مالقة رغم الخسارة

GMT 16:41 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب الفاسي يفوز على أمل الوداد وينفرد بالصدارة

GMT 02:20 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

إيقاف مهاجم "المغرب التطواني" بورزوق لمدة ست مباريات

GMT 09:40 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"مانيونايتد" يلتقي "السيتيزن" في صراع السباق على الصدارة
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib