فلوس اللبن

"فلوس اللبن"..

المغرب الرياضي  -

فلوس اللبن

بقلم - يونس الخراشي

عندما كان الرئيس السابق للرجاء البيضاوي، محمد بودريقة، يقدم على التعاقد مع بعض اللاعبين بمئات الملايين، لم ينصت لا هو ولا مستشاره، رشيد البوصيري، لمن كانوا ينصحون بالكف عن الذهاب في هذا الطريق، على أساس أن كفة الميزان ستميل نحو العجز المالي المزمن، بما أن الفريق لا يتوفر على مداخيل قارة.

وحدث ما حذر منه كثيرون، وهو أن العجز ظل يتسع مرة بعد مرة، خاصة في الموسم الأخير، حين أقدم الرئيس، على سبيل المثال لا الحصر، على ضم اللاعب التطواني أحمد جحوح بصفقة بلغت مليار سنتيم، وهو اللاعب الذي انتقل، في وقت لاحق، إلى الفتح الرياضي بمقابل بسيط جدا، فلم يستفد الرجاء لا من اللاعب، ولا من صفقة انتقاله.

مثل هذا الخطأ حدث في فرق أخرى غير الرجاء، وكلها عانت وما تزال إلى اليوم، عجزا ماليا مزمنا، مع أن الجامعة، التي يفترض فيها أنها من يؤشر لصفقات الانتقال، كانت على علم، ولم تتحرك لتدق ناقوس الخطر، أو تعلن تحفظها على تلك التعاقدات، أو تشير في تقاريرها إلى أنها وافقت مع وقف التنفيذ، أو شيء من هذا القبيل يجعلها بريئة من تهمة المشاركة في العجز المزمن.

اليوم، وقد صار الوضع المالي خطيرا جدا، حتى إن البعض صار يتحدث عن الحلم بتدخل من "جهات عليا" لإنقاذ فريقه، في حين يتحدث غيرهم عن "الاعتذار العام" أو ما شابهه، ويقول آخرون، في المقاهي والصالونات، إن "الأمر لم يعد مطاقا"، جاءت الجامعة بقرار يقتضي "تصحيح الوضعية المالية شرطا ضروريا للحصول على حق دخول الميركاتو الشتوي".

لنكن واقعيين، وجديين، ولو مرة واحدة في العمر. فرئيس الجامعة، فوزي لقجع، رجل المالية الكبير في الدولة، يعرف أكثر من غيره بأن تصحيح الوضعية المالية للفرق التي تعاني عجزا ماليا مزمنا غير ممكن في هذه الظرفية، وأي سماح لفرق بعينها، ونقصد هنا الجيش الملكي والوداد الرياضي، بالتعاقد في المرحلة الشتوية، دون غيرها، سيبدو غير ذي معنى، على أساس أن الجيش الملكي لا أحد يعرف عن ماليته شيئا، فيما الوداد ما زال تقريره المالي معلقا.
ما العمل؟

الحل الوحيد المتبقي هو إعادة النظر في نظام البطولة ككل، على أمل الوصول، بعد سنوات، إلى وضع تدبيري، من الناحية المالية، يكون متناسبا مع حجم كل فريق على حدة، بحيث لا يسمح فيه لأي كان بالتعاقد بمبالغ مالية كبيرة، وبرواتب عالية جدا، ما لم يكن لديه ضمانات مالية توازي طموحاته، فتؤدي بالفريق إلى الكارثة، فيما يكفيه الاستقالة، ليبقى في منأى عن أي حساب.

بكلمات أخرى، إن الجامعة، التي تصرف الملايير بداعي أنها تقدم يد العون للفرق، وتجهز المنتخبات، وتبني الملاعب، يتعين عليها أن تعيد النظر في طريقة تسييرها لماليتها، حتى تعطي المثال للفرق، وليس العكس. ذلك أنك حين تقول للفرق إنك ملزمة بتصحيح ماليتك لكي يسمح لك بالدخول إلى المريكاتو لن تجد من ينصت إليك، بقدر ما ستجد من يمد لك اليد، وهو يدرك بأنك ستجد له مخرجا ما.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلوس اللبن فلوس اللبن



GMT 12:45 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تورط كارتيرون

GMT 08:49 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

بانون العميد

GMT 09:32 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

حوار رجاوي/رجاوي

GMT 07:55 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

هيبة الجامعة...

GMT 10:25 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

لا للشعبوية..

GMT 00:31 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هالاند يحذر خصومه ويؤكد ما زلت أملك المزيد
المغرب الرياضي  - هالاند يحذر خصومه ويؤكد ما زلت أملك المزيد

GMT 15:36 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

جياني إنفانتينو يرحب بحضور النساء والفتيات مباراة كأس إيران
المغرب الرياضي  - جياني إنفانتينو يرحب بحضور النساء والفتيات مباراة كأس إيران

GMT 17:43 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

وكيل أعمال رمضان صبحي يكشف مصيره مع الأهلي

GMT 17:01 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش يسعى للفوز بذهبية أولمبياد باريس

GMT 04:41 2012 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

عباس : عودة الدوري تنقذ الرياضة المصرية

GMT 17:42 2016 السبت ,20 شباط / فبراير

البكاوي يترأس لجنة تفقد ملعب "سانية الرمل"
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib