فاتي يا فاتي

فاتي يا فاتي

المغرب الرياضي  -

فاتي يا فاتي

بقلم: محمد فؤاد

بنادي عملاق في العالم مثل البارصا، الناس يشتغلون، يكتشفون، يجتهدون ولا يخافون المصير أيا كانت النتائج .. الناس داخل هذا المتحف الإستعراضي للنجوم مشكلون من عقول مختلفة وإبداعات مختلفة ولكن تبقى البارصا أو الريال أوغيرها أندية الإكتشافات قبل الإنتدبات الساخنة 
 وداخل محراب البارصا، لا يمكن أن يحضر إطار ما خاوي الوفاض لأنه مطروح للنقاش كيف وماذا يحضر من إبداعات تقنية واكتشاف للمواهب الناذرة، وعلى أي أساس يشتغل؟ وبأي اهداف يحضر الأجندة؟ وبأي أجرة يتقاضى لوضع خارطة الطريق لصناعة الأجيال أيا كان عرقها وجنسها؟ 
داخل البارصا، خرج أنسو فاتي من غينيا الإستيوائية 16 عامل 319 يوما ليؤرخ زمنا جميلا لإفريقيا من رحم البارصا ويغلغل تواجده رغما عن أنف المدرب فالفيردي لأن فاتي بكل بساطة أرغم على فالفيردي بالقناعات وحلقات إنفجار الموهبة بلا استئذان ووضعه في ميزان عظماء مدربي العالم كونه زج بهذا )الفرخ) في مباراة عملاقة لا يمكن لأي مدرب أن يختار لا الوقت ولا الخصم ليزج بلاعب صغير بدا وكأنه حافظ لدروسه الإحترافية حتى ولو كان من بين أقوى نجوم العالم ولا يخافهم أساسا. وهذا ما حصل بالضبط مع هذا الفتى الصاعد من )رضاعة) البارصا أو أنه لبس ثوب القمة برضاعته داخل ملعب كامب نو الحقيقة الثانية التي تخيف أي شاب يطأ الملعب بثقل المسؤولية والمشاعر، ولكن فاتي ألغى هذا الحكم وعانق سماء الكامب نو بيديه العاليتين بعد أن كرس بصمة القبول الفالفيردي وسجل له ملح الإفتتاح وشهد الإعتراف له
 واعرف حثما أن فالفيردي المدرب حينها شعر بركام حس ساخن إتجاه طبيعة الثقة التي منحها لفاتي من أجل أن يقنعه بكل شيء طيلة مباراة بالكامل وليس لفترة ما قادمة من الإحتياط، بل وكان لهدف فاتي رعشة كبرى داخل عقل فالفيردي، وزاده دمعة فرح أخرى لتمريرة الهدف الثاني الذي سجله دي يونغ الهولندي في وقت قياسي من أصل سبع دقائق البداية. طبعا هذا ما نريد تحليله تركيزيا على المدرب الكبير الذي لا يخاف أي شيء ولا لمنصبه ولا لأجرته، ولكنه يصنع اللحظات ويقدم الدليل القاطع على أنه من المدربين الكبار الذين يسخرون أنفسهم للمغامرة وليس للخوف من الجمهور والمسيرين. وما فعله فالفيردي مع فاتي في أربع مباريات يعتبر حقيقة تاريخية يكتب لها أن تؤرخ لولادة شبل جديد بعد أن حلق ميسي لسنوات بنفس الردة الإنبهارية.
طبعا لنأتي إلى حقيقة الكرة المغربية، وإلى قاعدة التكوين وإلى الأندية برمتها. سأسألكم معشر المسيرين والمدربين الكبار والصغار، هل لكم مثل فاتي في القواعد الصغرى؟ لا بالطبع.
هل لكم كشافة صنعوا لنا مجد منتخب فتين أو شبان من الدرجة العالية؟ بالطبع لا.
 هل لكم ادارة تقنية تشتغل على رضاعة النجوم مثل فاتي؟ طبعا لا.
 وهل لكم رئيس مهما كانت شخصيته يشتغل على صناعة الأجيال من فكر أو حطة معنية لصناعة النادي؟ بالطبع لا.
 وهل لكم مدرب شرس وله جرأة في المغامرة للزج بالظواهر الصغيرة وأن كانت موجودة في الملاعب وأمام الفرق العملاقة؟ طبعا لا.
 وسأظل أقول لا، لأن واقع الكرة المغربية موجود بالمواهب ولكنه غير حاضر بالملاعب ومهضوم الحق في التواجد، ومعزول الهوية لأن ما يحضر في فتيان وشبان المغرب يؤكد مغزى وضعف التأطير ومنه إلى ضعف إختيار المدير التقني وفوقه رئيس بلا هوية أصلا وأن كان في واقع الأمر ينحاز إلى لغة المال والإستتثمار في لا شيء، وهذا واقعنا بكل تأكيد ما دامت المنتخبات الوطنية لا تحمل إسما مثل فاتي ولا عبو ولا ميمي و..و..ولأنه لغاية الأسف ليس هناك تكوين ولا مدارس تكوين ولكنها مدارس «باك صاحبي «و» خلص باش تلعب «ومؤطرون من القدامى (لا اقول الكل) ليست لهم ديبلومات ويشتغلون بدون أهداف. وحتى إن كان الكل، فالنتيجة واضحة وهي صفر نجم صاعد .
أكثر من هذه الرؤيا، ومن صورة 16 مدربا بالدرجة الأولى و16 بالدرجة الثانية، لن تجد مثل فالفيردي لا يخاف من النتائج والرئيس والجمهور ليضع نجما صغيرا لدى الفريق الأول بالشكل الذي حضر به  الفتى فاتي. وأعتقد أن كل هؤلاء المدربين بمن فيهم المحللين شاهدوا فاتي البارصا، وتأكدوا من أن الصناعة هي التي تنجب المدربين العظام, ولكن عندنا مدربون «خوافون» ولا يهتمون مطلقا بالأجيال ولم يعطنا تاريخ الكرة المغربية مدربا كبيرا لا يخاف الرئيس والنتائج والأجرة .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاتي يا فاتي فاتي يا فاتي



GMT 02:22 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

المنع المتخذ في حق الجماهير الشرقية

GMT 09:37 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية مسلسل حمد الله

GMT 18:13 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سلوك بلهندة

GMT 11:14 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الله يجعل البركة.. قضية ايحتاران

GMT 08:15 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حقيقة إسم ديربي "الغضب" بنكهة "العرب"

GMT 14:24 2013 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

توفيق اجروتن لم يلتحق بفريق "الأمل"

GMT 23:53 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

سيباستيان فيتل يسجل أسرع زمن في" فورمولا1"

GMT 02:55 2014 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

يوسف العربي يتألق ويسجل ضد مالقة رغم الخسارة

GMT 16:41 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب الفاسي يفوز على أمل الوداد وينفرد بالصدارة

GMT 09:40 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"مانيونايتد" يلتقي "السيتيزن" في صراع السباق على الصدارة

GMT 09:01 2021 الأحد ,02 أيار / مايو

"الأزمة الصحية" تؤجل بطولة رولان غاروس
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib