نهاية البنكيرانية

نهاية البنكيرانية

المغرب الرياضي  -

نهاية البنكيرانية

بقلم : المريزق المصطفى

أسبوع واحد يفصلنا عن التخلص من قبضة رأس النكوصية والسلفية المهترئة.
 
أسبوع واحد للتخلص من السيد بن كيران و رغبته في شهوة الحكم و حلاوة السلطة، وهو الذي أنتج مسلسلات الكذب والنفاق والنصب والعنف والكراهية و الترويج لشعارات زائفة من شأنها تحريف الصراع عن خصوصياته وأولوياته، و تشويه التاريخ، والاستثمار في الأصولية والسلفية، و الترويج لمشروع الانحطاط و الانغلاق.
 
لسنا بحاجة للقول ما الذي يستهدفه السيد رئيس الحكومة في نهاية عمره الحكومي، غير أن ما لا بد من قوله هو الوضعية الكارثية التي وصل إليها البلد، و ما صاحبها من آليات تفريغ النموذج التنموي الحقوقي والاجتماعي المغربي من محتواه السياسي التقدمي، ومن روحه الحداثية، والعمل على قلب أسس الانتقال الديمقراطي رأسا على عقب، حينما جمع السيد بن كيران بين الدين و السياسة ضمن تصور شمولي يستند أصوله من تجريم العقل ونبذ الحوار و تعظيم "الجماعة الصالحة".
 
لقد عمل رئيس الحكومة طوال فترة من الزمن بمنهجية التمويه، مستغلا منصبه ليكذب على الشعب، ممتطيا لبوس الصداقة الخاصة مع ملك البلاد، ليقحم المؤسسة الملكية في حربه الدونكيشوتية، ناسجا قصصا مزورة ضد نفسه وضد الوطن والالتزام.
 
من هذا المنظور، يظهر لنا، بشكل جلي، أن السيد بن كيران له اختلاف جوهري مع نفسه قبل غيره، تجسده الرغبة الأولى في الانتماء إلى الاتجاه السلفي النصي، في بعده ألإخواني- الوهابي، والرغبة الثانية في رفض قيم الحداثة و الحرية والحنين إلى البطريركية و نظامها الأبوي، و خلق علاقة "زبائنية" بين الحكومة والشعب، كبديل عن الدولة المدنية المواطنة.
 
إن السيد رئيس الحكومة على وعي تام بأن ولايته الخماسية لا يوجد لها وقع اقتصادي ولا اجتماعي ولا أكاديمي ولا ثقافي، على رغم ادعائه لطابعها الإصلاحي، وتوجد لدى كل فئات الشعب المغربي ما يكفي من الأدلة الدامغة التي تكشف التسيير الحكومي بمنطق "اتحاد العشائر" و بمنطق "التمكين من أجل التسلط" و بمنطق "التشكيك في الدولة" وزعزعة إيمان المغاربة و محاولة ضرب الموروث الثقافي المغربي الذي يستمد مشروعيته من التعدد في الدنيا في إطار وحدة الوطن والدين.
 
اليوم دقت ساعة الحقيقة، لم يعد أحدا يثق في خيارات النصب والاحتيال، و على السيد رئيس الحكومة أن يحدد موقفه من المؤسسة الملكية بوضوح، بدل المحاولات اليائسة في زرع الفتن والتشكيك في المؤسسات وترويج المغالطات باسم السلطة، والتشجيع على الفساد والرشوة واستغلال المال العام في تثبيت المناصب بدل دعم الاستثمار.
 
إن الاعتراف بالفشل فضيلة، والقول بأن رئيس الحكومة وعشيرته قد بلغا أهدافهما ليس سوى مديح ريب. فالحراك السياسي اليوم يتصدره عنوان الإصلاحات الجذرية والتراجع الفوري عن كل الفصول النكوصية التي اكتوى بنيرانها العالم القروي والمعطلون الشباب وذوي الكفاءات العالية، والنساء، و الطبقات الفقيرة والصغيرة والمتوسطة، والطلبة والعمال والفلاحين وأصحاب المقاولات المتوسطة والصغيرة والصغيرة جدا، الخ.
 
ختاما، لا يجب أن ننسى أن البيئة الاجتماعية المغربية التي شكلت في العقود الماضية قاعدة أساسية لبناء جبهة الصمود و المقاومة، هي نفس البيئة التي تختزن ثقافة الديمقراطية و الحداثة و العدالة الاجتماعية. وعليه، فإن مستقبل بلادنا اليوم بيد كل القوى المؤمنة بالحريات العامة وبحقوق الإنسان وبالمواطنة والحياة الديمقراطية، بعيدا عن كل أشكال الارتزاق الحزبي والابتزاز السياسي، الذي يضرب في العمق السلم والاستقرار ويشكك المغاربة في قوتهم وذكائهم وطاقتهم البشرية القادرة على مجاراة واقعنا وعصرنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية البنكيرانية نهاية البنكيرانية



GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 17:37 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 13:49 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 14:02 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

GMT 15:28 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

‏عام يمر بكل ما فيه وكثير من الأحلام مُعلقة

GMT 19:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ستة منتخبات تودع كأس أمم أفريقيا 2025 تعرف عليها
المغرب الرياضي  - ستة منتخبات تودع كأس أمم أفريقيا 2025 تعرف عليها

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 19:57 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 10:59 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يحاول تحصين بقاء حارسه بعقد جديد

GMT 04:22 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيرينا ويليامز تثير الجدل حول إمكانية عودتها لملاعب التنس

GMT 23:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

فليك يؤكد تطور برشلونة ويثني على تألق لامين يامال

GMT 20:17 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعور بالنشاط يجعلك أكثر حيوية
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports moroccosports moroccosports
moroccosports

RUE MOHAMED SMIHA, ETG 6 APPT 602, ANG DE TOURS, CASABLANCA, MOROCCO.

Beirut Beirut Lebanon