علال القاسي

علال "القاسي"

المغرب الرياضي  -

علال القاسي

بقلم : حاتم قسيمي

صدق نجلُ أبي بكر القادري، خالد القادري حينما رأى أنَّ المغاربَة لا يعرفُون الشيء الكثير عنْ علال الفاسي، في إشارة إلى ضرورة العودة إلى "ثراثه"، في مناسبة الذكرى الأربعِين لوفاة الزعيم الهمام.
صحيح المغاربة لا يعرفون أن علال الفاسي "كان علالاً قاسيًا"، ويده ملطخة بدماء أشراف المقاومين الذين ضحوا بحياتهم من أجل "نعيم الاستقلال" الذي لم يتحقق إلى يومنا هذا.
والكل يعلم، أن علال الفاسي كان متورطًا في اغتيال الشوري عبد السلام الطود الذي جرى اغتياله من قِبل "ميليشيات" حزب "الاستقلال".
كانت تهمة عبد السلم الطود، مثل كثيرين طاردهم حزب "الاستقلال" واعتقلهم وعذبهم حتى الموت، هي معارضته العلنية لاتفاقية "إكس ليبان" التي أفضت إلى الاستقلال المشروط للمغرب، ومعارضته لحزب "الاستقلال" الذي كان يدافع عن هذه الاتفاقية التي تفاوض بشأنها مع الفرنسيين في مدينة "إكس ليبان"، والتي ظلت بنودها سريّة إلى اليوم.
وكان الحركي المحجوبي أحرضان في كتابه المذكرات، قد وصف "دار بريشة" في مدينة تطوان أنها كانت مقرًا تابعًا لحزب "الاستقلال"، حيث كان الزعيم يستمتع بأغاني أندلسية تقدمها فرقة أندلسية، فقال الخطيب للفاسي "إنه في الوقت الذي تستمتع فيه بالأغاني الأندلسية، هناك أشخاص يموتون بالقرب من هنا"، فكان أن رد علال الفاسي: "فليموتوا".
كما نشرت صحيفة "أصداء" قبل سنوات قليلة، صورة للزعيم علال الفاسي وهو خارج من معتقل "دار بريشة" الشهير، والذي شَهِد أفظع عمليات التنكيل والتعذيب في حق معارضي حزب "الاستقلال" بعد خروج الاحتلال الفرنسي سنة 1956، ومعروف أن المدير العام للأمن الوطني في هذه السنوات محمد الغزاوي كان هو من شيّد "دار بريشة" في تطوان، وأصبح حاكمًا فعليًا لها إلى جانب سيده علال الفاسي، الذي كان الاختلاف مع "سعادته" يفضي إلى القتل، أو التعذيب، وذلك أضعف الإيمان.
أتساءل أحيانًا، ماذا لو كان السلطان محمد الخامس رجلاً قويًا يتمتع بالسلطة والنفوذ في عهده؟ هل كان علال سيقبل بأن يكون هناك حاكم همام؟ ماذا لو لم يكن محمد الخامس فقيرًا وكان ذا ثروة ضخمة تنافس الفاسيين في رزقهم وأراضيهم؟ هل كانوا سيرضون بمن ينافسهم في "أرضهم" وهم أصحاب شعار "المغرب لنا ولا لغيرنا"؟...
ووجد علال الفاسي الملعب خاليًا من اللاعبين والحراس، وحمل كرته إلى داخل الملعب ليسجل الأهداف المتتالية، وعندما سُمعت صفارة الحكم، إيذانًا بنهاية المباراة، كان المغرب قد انتهى فاسيًا، كل شيء متحكَّم فيه من قِبل فاسة، بمباركة الزعيم الخالد.
لكن التاريخ يؤكد، أن الجماهير لا تظل في كراسيها، وستنزل يومًا إلى الملعب لتقول كلمتها، وتلعب دور البطولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علال القاسي علال القاسي



GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 17:37 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 13:49 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 14:02 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

GMT 15:28 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

‏عام يمر بكل ما فيه وكثير من الأحلام مُعلقة

GMT 15:29 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

عقوبات انضباطية بحقّ 41 لاعبًا كوريًا جنوبيًا

GMT 16:31 2020 الأحد ,05 إبريل / نيسان

رقم تاريخي يزين مسيرة حمد الله مع النصر

GMT 19:32 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يتقدم بشكوى رسمية للفيفا ضد حمدى النقاز

GMT 22:31 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أشرف يثني على أجواء معسكر الأسود قبل مواجهة جزر القمر

GMT 09:34 2015 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"صلة" تحذر جماهير ديربي جدة من السوق السوداء

GMT 22:26 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

بادو الزاكي يتابع مباراة الوداد واتحاد العاصمة

GMT 23:35 2016 الخميس ,29 كانون الأول / ديسمبر

سيباستيان دوسابر يحتج على مسؤولي الوداد البيضاوي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib