استدرجت العروض والنزيلات أبو احمد لشراء وزيادة كل ما يحتاجه بيته من المواد الغذائية خلال شهر رمضان مستغلا ما يقدمه أصحاب المولات والمراكز التجارية والجمعيات من تخفيضات تصل إلى البيع بسعر التكلفة على بعض المواد الغذائية. أبو أحمد الأب لثلاثة أولاد يقول أن بعد أن سمع عن العروض والتنزيلات المتواجدة في بعض المولات والمراكز التجاري عبر الوسائل الإعلام المختلفة سارع بالذهاب إلى اقرب مركز تجاري لشراء مستلزمات بيته من المواد الغذائية لشهر رمضان، مبينا أن العروض والتنزيلات في المراكز التجارية وصلت لحد البيع بسعر التكلفة. ويبين ابو أحمد الذي يبلغ من العمر 32 عاما أن جملة العروض والتنزيلات على المواد الغذائية خفضت من مصروفه الشهري الى حوالي 1500 ريال بعد أن كانت تتجاوز الـ2000 ريال بالشهر الواحد، متمنيا أن يبقى معدل أسعار المواد الغذائية ما بعد الشهر الفضيل إلى ما هو عليه الآن. ويوضح أبو احمد أن العروض والتزيلات استدرجت كثير من المواطنين عازيا ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال الأيام العادية حيث أن أسعار بعض المواد الغذائية بالأسواق يصل إلى حد المبالغ فيه. ويؤكد أبو احمد على أن المولات والمراكز التجارية والجمعيات ملتزمة بالعروض والتنزيلات المعلن عنها بوسائل الإعلام، لافتا الى أن هنالك بعض الجمعيات المتواجدة بالسوق المحلية تباع فيها المواد الغذائية بأسعار التكلفة. واتفق عيسى حسن مع ابو احمد حول تخفيض فاتورة المصروف الشهرية لبيته نتيجة العروض والتنزيلات التي يقدمها أصحاب المولات والجمعيات والمراكز التجارية، مشيدا بالمبادرة التي أطلقتها وزارة الاقتصاد والتجارة ممثلة بإدارة حماية المستهلك في توفير سلع غذائية بأسعار مخفضة خلال شهر رمضان المبارك. ويقول حسن إنه زاد من مخزون بيته من المواد الغذائية مستغلا التخفيضات والعروض والتنزيلات خلال شهر رمضان. ويضيف حسن أن هنالك تهافت كبير من المواطنين على شراء المواد الغذائية من تلك الأماكن التي أعلنت عن تنزيلات وعروض وبيع بسعر التكلفة مما يعطي دلاله على أن الأسعار بالأيام العادية للمواد الغذائية تكون "مبالغ بها". احد العاملين في احد المراكز التجارية سامر احمد يبين أن العروض والتنزيلات ساهمت بشكر كبير من ارتفاع معدل إقبال المواطنين على الشراء مما أدى إلى رفع المركز التجاري الذي يعمل به من مخزونه من المواد الغذائية الى الضعف تقريبا. ويوضح سامر أن منذ إطلاق المركز التجاري لجملة من العروض والتنزيلات على المواد الغذائية بدأت المركز التجاري يشهد اقبال كبيرا من قبل المواطنين منهم من تجول لياخذ فكرة عن الاسعار ومنهم من بدا بالتسوق قبيل شهر رمضان. وكان توقع عدد من رجال الأعمال سابقا أن تشهد أسعار المواد الغذائية تذبذبا خلال شهر رمضان، سيما وان ارتفاع وانخفاض أسعار المواد الغذائية مرتبط بالأسعار العالمية. وطالبوا هؤلاء بضرورة منع وكبح جماح ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق المحلية من خلال توفير كميات ومعروض كبير من المواد والسلع الرمضانية بالأسواق وفتح أبوب المنافسة لاستقرار أسعار المواد الغذائية. وبينوا ان قطر تستورد ما يقارب 98% من حاجتها من المواد الغذائية من الخارج، لافتين إلى أن الإنتاج المحلي في قطر من المواد الغذائية لا يتتجاوز الـ2%. وقدروا حجم استهلاك قطر من الدواجن واللحوم والسلع الطازجة خلال شهر رمضان بـ300 مليون ريال، لافتا الى ان معظم السلع والمواد الغذائية المتواجدة في الأسواق المحلية مستوردة. وأشاروا الى أن قطر تستورد نحو 90% من حاجتها من اللحوم والدواجن، فيما تستورد نحو 100% من حاجتها من الفواكه والأرز والسكر ، لافتا إلى أن هنالك إنتاج محلي من المواد الغذائية إلا انه "قليل جدا". وأكدوا على دور غرفة قطر في حماية المستهلك من ارتفاع أسعار المواد والسلع الغذائية خلال شهر رمضان وكبح جماح ارتفاعها في الأسواق المحلية من خلال توفير المواد والسلع الرمضانية بشكل كبير وبأسعار مناسبة. وطالبوا بتكثيف الرقابة على الأسواق على مدار شهر رمضان لمنع ارتفاع أسعار المواد الغذائية واستغلال المواطنين في مثل هذه الأوقات التي يزداد معدل الطلب على المواد الغذائية فيها. وكانت وزارة الاقتصاد قد أعلنت عن مراقبة الأسواق ومتابعة ما تم طرحه من مبادرات خاصة بشهر رمضان المبارك، وقامت إدارة التراخيص النوعية ومراقبة الأسواق بالوزارة بتكثيف حملاتها التفتيشية للتأكد من التزام المجمعات الاستهلاكية بمبادرة القائمة المخفضة لشهر رمضان المبارك والتي انطلقت يوم الأحد الماضي، حيث قام السيد مدير إدارة التراخيص النوعية ومراقبة الأسواق برفقة عدد من مفتشي الإدارة بجولة تفتيشية في جمعية الميرة بجولة ميدانية اطمأن خلالها على سير العمل بالقائمة وتطبيق الأسعار المخفضة وشارك في الجولة عدد من مسؤولي شركة الميرة للمواد الاستهلاكية. وتأتي مبادرة القائمة المخفضة لشهر رمضان الكريم في عامها الخامس على التوالي ضمن حزمة المبادرات تقدمها وزارة الاقتصاد والتجارة وتشمل هذا العام 400 سلعة غذائية وغير غذائية تقدم للمستهلك بأسعار مخفضة بالتعاون مع المجمعات الاستهلاكية العاملة في الدولة وبدوره أشاد السيد عبدالله الكواري بتعاون شركة الميرة للمواد الاستهلاكية وجميع المجمعات الاستهلاكية المشاركة في المبادرة وبأمل أن تساهم هذه البادرة في تقديم خدمات إضافية متميزة للمواطنين والمقيمين وحثهم على الاستفادة من هذه الأسعار المخفضة.