الرئيسية » تقارير خاصة

مقديشيو ـ وكالات

ينتشر تعاطي القات بسرعة كبيرة في معظم مناطق الصومال وبين مختلف الفئات العمرية، خاصة في جيل الشباب، ووصل الحال بغالبية كبيرة منهم إلى حد إدمان. ومعظم المدمنين على القات من الرجال، إلا أن نسبة قليلة جدا من النساء تتعاطاه، كما أن عددا من أطفال الشوارع يقبلون عليه. وقد أكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير حديث له أن قرابة 70% من الذين يتناولون القات في الصومال من فئة الشباب تحت سن الثلاثين. وحسب الطقوس المتبعة يمضغ المتعاطون أوراق القات وعيدانه الرطبة ولحاها مع استعمال الشاي أو المشروبات الغازية، وذلك في جلسات جماعية وفردية قد تمتد من أربع إلى سبع ساعات. ورغم أن القات يحتوي على مادة كاثينون المصنفة دوليا ضمن المواد المخدرة، فإن المدمنين عليه في الصومال لا يرونه كذلك، ويجادلون بأن القات يمنحهم نشوة ونشاطا يساعدهم في إيجاد حلول للمشاكل ورسم خطط مستقبلية، بينما يعتبر غالبية الشعب هذه النبتة آفة تجلب أضرارا كبيرة إلى متعاطيه وإلى المجتمع في جوانب عدة." كلفة اقتصادية القات المستهلك في الصومال مستورد من كينيا ومن إثيوبيا بنسبة أقل، وبما أنه ليس هناك أرقام دقيقة ورسمية لتكلفته الاقتصادية فإن هناك جهات عديدة تحدثت عن أرقام مختلفة، إذ قدرت وحدة قواعد البيانات للتجارة والبيئة الأميركية في إحدى دراساتها تجارة القات بين كينيا والصومال عام 1993 بمائة مليون دولار سنويا. وذكرت قناة "كي24" الكينية في برنامج خاص حول القات منتصف العام 2011 أن كينيا تحصل من تجارة القات -ولاسيما الخارجية منها- على نحو 11 مليار شلن كيني سنويا (نحو 130 مليون دولار)، علما بأن صادرات كينيا من القات تناهز عشرين طنا ترسل يوميا بواسطة طائرات إلى الصومال، وعشرة أطنان إلى بريطانيا التي يستهلك معظمها أيضا المغتربون الصوماليون فيها. وقدر مركز صومالي يحمل اسم ريبورت في موقعه على الإنترنت في العام الماضي أن القات المستورد من كينيا وإثيوبيا إلى الصومال يكلف الأخير سنويا 300 مليون دولار، ويتعلق الأمر بكافة مناطق البلاد الجنوبية والوسطى، أو مناطق إقليم بونت لاند شمال شرق الصومال، أو أرض الصومال التي أعلنت انفصالها من جانب واحد. يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة الحديثة للعلوم والتكنولوجيا في مقديشو عبد العزيز أحمد إبراهيم الذي أنجز بحثا عن القات، إن التكلفة الاقتصادية السنوية لمجمل كميات القات التي يستوردها الصومال -بما فيها أرض الصومال- تفوق بقليل 200 مليون دولار، مضيفا أن نصف المبلغ تقريبا هو تكلفة القات المستهلك في العاصمة الصومالية مقديشو وحدها. تضر بميزان تجارته الخارجية (الجزيرة) وأشار إبراهيم في حديث للجزيرة نت إلى أن هذا الأمر يؤثر بشكل كبير على ميزان التجارة الخارجية، وتضيع بسببه سيولة نقدية كبيرة من العملة الأجنبية، الأمر الذي ينعكس سلبا على إنتاج المجتمع، علاوة على التكلفة الاقتصادية غير المباشرة المترتبة على تعاطي القات من رفع مخلفاته وإهدار ساعات كثيرة في جلساته التي يمكن استثمارها في مشاريع مفيدة. وللقات انعكاسات سلبية أيضا على الأمن بسبب أن جزءا كبيرا من المدمنين على القات هم من الفقراء الذين ليس بمقدورهم شراء حزمة القات التي تكلف يوميا نحو عشرين دولارا، مما يحملهم على ضمان شرائها بأي وسيلة، كممارسة أعمال تخل بالأمن مثل السطو المسلح والنهب والسلب التي قد تزهق بواسطتها أحيانا أرواح أبرياء. ويقول رئيس مركز شرق أفريقيا للدراسات والإعلام حسن الشيخ عبد القادر في حديث للجزيرة نت أن 60% من الجرائم التي تحدث في الصومال هي جرائم يرتكبها المدمنون على القات في سبيل الحصول على حزمة منه وخاصة المسلحين منهم. كما أن عناصر من القوات الحكومية متهمين بالاعتداء على ممتلكات الشعب، يفعلون ذلك من أجل القات حسب قوله. وأضاف عبد القادر أن تعاطي القات يشجع على كل ما هو مخل بأمن الفرد والمجتمع ويزعزع الاستقرار من الاختطاف والسرقة والاغتصاب، وتابع "عندما ينتهي الشخص من تعاطي القات اليوم يفكر في ضمان حزمة الغد، ولعدم توفر المال لديه، فإنه يقوم بأي وسيلة تضمن له ذلك ولو بقتل أشخاص". جانب من السوق الرئيسي للقات جنوبي العاصمة الصومالية مقديشو (الجزيرة) لم تقتصر الآثار السلبية للقات على ما سبق، بل تعدته إلى تفكيك الأسر خصوصا ذات الدخل المحدود التي ينتمي إليها غالبية الذين يتعاطون القات، والذين يزداد عددهم يوما بعد يوم. ويعتقد المشرف التربوي أبشر عمر حسين بأن المدمن على القات يهمل مسؤوليته نحو أسرته ورعاية أبنائه وتربيتهم ومتابعتهم في التعليم. وذكر حسين للجزيرة نت أن هذا المدمن يخصص معظم دخله ومصاريفه لشراء القات الذي أصبح حاجة ضرورية تفوق في الأهمية ضمان الاحتياجات الأساسية للأسرة مثل الطعام بالنسبة لكثير من المدمنين، كما ينفق جل وقته إما في تحصيل القات وإما في جلساته، الأمر الذي يؤدي إلى غيابه ساعات طويلة عن المنزل دون التفكير في أسرته وأولاده. وأضاف أن هذا الأمر يؤدي إلى نشوب خلاف شديد بينه وبين زوجته قد ينتهي في نهاية المطاف بافتراقهما ومن ثم ضياع مستقبل الأولاد، مؤكدا أن نسبة الطلاق بسبب القات عالية. وذكر حسين أن المدمن على القات يضيع عمله نتيجة غيابه المتكرر أو الكسل أو الأداء غير المُرض، فيتم فصله عن العمل وهو ما ينعكس سلبا على أسرته.  

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

شركة بريطانية تُنفّذ "المونوريل" في مصر بالتعاون مع أوراسكوم…
اقتصادي يؤكّد أنّ هبوط الدولار أمام الجنيه لا يخفض…
مهنيو النسيج المغربي يراهنون على تسريع الإنتاج
الرئيس الامريكي دونالد ترامب يطالب اليابان بتقليص العجز التجاري…
إسرائيل تتوقع انهيار الاقتصاد الفلسطيني في غضون 3 أشهر

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

رونالدو يوضح مقصده من كلمة "قريباً" حول نهاية مسيرته
اتهامات لإنفانتينو بخرق قواعد الحياد في فيفا بعد إشادته…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة