تعد مدينة جدة من أهم مدن منطقة مكة المكرمة تاريخياً إذ تتمتع بموقعها الجغرافي المميز على طرق التجارة القديمة ،وزادت أهميتها مع ظهور الإسلام حين اختارها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه لتصبح نقطة الوصول إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ،ومنذ ذلك التاريخ برز دور ميناء جدة كمحطة الوصول الرئيسية لحجاج البحر . ويتميز الميناء بموقعه الجغرافي على ساحل البحر الأحمر وبأهميته بين الموانئ على طرق التجارة البحرية , علاوة على أهميته التاريخية كمدخل رئيسي للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة . ومع التطور المتنامي في المملكة أضحى ( ميناء جدة الإسلامي ) من أكبر الموانئ بالمملكة ويقوم بمناولة أكثر من 65% من حجم البضائع عبر الموانئ المحلية . ويمتلك الميناء أسطولاً من الزوارق البحرية مثل زوارق القطر والسحب والإنقاذ وزوارق مكافحة الحريق والزوارق البحرية الخاصة بمكافحة التلوث وسفينة إرساء عوامات ، وإرشاد السفن بالإضافة إلى عدد من زوارق الإرشاد والإرساء وجمع النفايات بالإضافة إلى رافعات متحركة عائمة حمولة 200 طن , ويتم مراقبة حركة السفن من خلال برج المراقبة البحري المجهز بأحدث أجهزة الاتصالات والرادار مع نظام ( VTS ) المتطورة لخدمة ومراقبة ملاحة السفن . إن هذه التسهيلات مكنت الميناء من استمرار كفاءة عملياته البحرية للقيام بمتطلبات التشغيل . وبعد إنشاء المؤسسة العامة للموانئ عام 1976م بدأت خطوات تطوير ميناء جدة الإسلامي ومرافقه حيث تم التوسع من 10 أرصفة في ذلك العام إلى 62 رصيفًا مؤهل بأحدث التجهيزات وبأرقى المواصفات الدولية . ويحتل ميناء جــــــدة الإسلامي مساحة 4, 11 كيلو مترًا مربعًا ، ويبلغ عدد أرصفته 62 رصيفاً بطول 3, 12 كيلو مترًا ذات مياه عميقة تصل إلى 18 متراً التى تتسع لأحدث أجيال سفن الحاويات بحمولة تصل أكثر من 14000 حاوية قياسية ويتكون الميناء من منطقة الإيداع وإعادة التصدير الواقعة على مساحة 900,000 متر مربع بنظام (B.O.T) التي تقدم الخدمات اللوجيستية المختلفة مثل التخزين وتجميع وإعادة تعبئة البضائع المختلفة وتوفير معدات المناولة والعمالة المطلوبة كذلك توفير ساحات ضخمة لتخزين الحاويات والسيارات والبضائع العامة حتى يتم إعادة تصديرها مرة أخرى . ويحتوى الميناء على صالة للركاب حيث جرى تطويرها وتجهيزها لاستقبال ضيوف بيت الله الحرام والركاب المسافرين من وإلى المملكة وتشتمل على صالة الوصول والتفتيش وصالة المغادرة والصالة الرسمية لكبار الشخصيات وصالة التفتيش الجمركي والجوازات وصالة الانتظار . يعنى حوض الملك فهد بالميناء ببناء وإصلاح السفن ،وهو مكون من حوضين عائمين والعديد من الورش المغطاة والأرصفة البحرية المجهزة تجهيزاً " كاملاً " للقيام بكافة أعمال الإصلاح والصيانة الدورية للسفن من خلال العمالة المدربة ذات الخبرة والمجهزة بأحدث المعدات التكنولوجية والفنية . وساحات التخزين وتبلغ مساحتها 3.5 كيلو مترات مربع من مجمل مساحة الميناء مقسمة على النحو التالية : مناطق تخزين مفتوحة تبلغ 3.5 كيلو مترات مربعة , ومناطق تخزين مغطاة تضم 59 مستودعًا ومظلات ترانزيت بالإضافة إلى صوامع لتخزين الحبوب وصهاريج زيت الطعام . وبالميناء مركز للتدريب يحتوي على قاعات وورش ومعمل للغة الانجليزية وقاعة للاحتفالات بسعة (160) مقعداً وبإمكان استيعاب قاعات التدريب بالمركز (180) متدرباً في آن واحد , ويقدم مركز التدريب برامجه لكافة منسوبي الموانئ السعودية إلى جانب القطاعات الحكومية المختلفة ذات العلاقة مثل ( حرس الحدود , الدفاع المدني , القوات البحرية الملكية السعودية , طلبة الجامعات وهيئة الأرصاد وحماية البيئة , صوامع الغلال ) والعديد من القطاعات . وحظي الميناء بنصيب وافر من الاعتمادات المالية لتطوير وتحديث البنية التحتية ، وتنفيذ العديد من المنشآت والمرافق لرفع وزيادة الكفاءة التشغيلية للميناء لمواكبة النشاط التجاري والاقتصادي الذي تشهده المملكة . وخلال السنوات الخمس الماضية اعتمدت العديد من المشروعات إذ بلغ حجم إنفاق الدولة عليها حوالي 1,6 مليار ريال ،وتكليف عدد من المكاتب الاستشارية للإشراف على تنفيذ هذه المشاريع ومتابعتها . وتهدف هذه المشروعات لتطوير وزيادة كفاءة الطاقة الكهربائية ، كمشروع إنشاء وتجديد وتوريد وتركيب محطات فرعية لزيادة ورفع كفاءة الطاقة الكهربائية بقيمة 181 مليون ريال ,ومشروع توريد وتركيب عدد 3 محطات لتوليد الطاقة الكهربائية الاحتياطية بطاقة 40 ميجا فولت أمبير بقيمة 141 مليون ريال . ويشهد ميناء جدة الإسلامي تنفيذ مشروع زيادة الطاقة الكهربائية للميناء من خلال إنشاء محطة كهربائية متكاملة لاستلام الطاقة الكهربائية من الشركة السعودية الموحدة للكهرباء بالمنطقة الغربية ،وتوزيعها على المحطات الفرعية بالميناء ،وجاري الانتهاء من الإعداد لطرحه في منافسة عامة للتنفيذ،وكذلك تطوير وتحديث البنية التحتية للميناء من خلال مشروع تحسين وتجديد بعض أرصفة الميناء . وهناك المشروعات المباشرة لزيادة الطاقة الاستيعابية للميناء كإنشاء مبنى مواقف متعددة الأدوار للسيارات الواردة المكون من خمسة طوابق بطاقة استيعابية إجمالية لـ 21 ألف سيارة على مساحة 80 ألف متر مربع . كما يشهد الميناء مشروعات لاستخدام الجهات الأمنية والخدمية كإنشاء مبان إدارية وأمنية الذي يحتوي على 9 منشآت كمبنى إداري ملحق بمبنى الإدارة ، ومبنى إدارة محطات الحاويات ،ومبنى الترانزيت ومبنى إدارة الصيانة المدنية والكهربائية ،والورش الملحقة به ،ومبنى الإدارات الأمنية ومبنى التصاريح وتوسعة مبنى قيادة أمن الميناء ،ومبنى صالة الترحيل ،وتوسعة مبنى الصادر "الجمارك" ومبنى الحجر الصحي . وسعيًا للوصول بنشاط الميناء إلى معدلات عالية فإن الميناء اختط في صناعة مستقبله إتاحة الفرص الاستثمارية أمام القطاع الخاص من خلال تطوير المحطات المختلفة ، وجلب العديد من المعدات المتخصصة لمناولة البضائع والحاويات ،وإعادة تأهيل بعض الأرصفة لاستقبال أكبر سفن الحاويات الضخمة وتجهيزها بأحدث الرافعات المتخصصة في مناولة الحاويات.