الرئيسية » أخبار السياسة والسياسيين
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

واشنطن - يوسف مكي

يبدو أن تدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عملية السلام في الشرق الأوسط، بعد اعترافة بالقدس عاصمة لإسرائيل، هو الحركة الأكثر فوضوية حتى الآن، وبعد تعين صهره غاريد كوشنر، كمستشاره الإقليمي، وترشيحه لديفيد فريدمان، سفيره لدى إسرائيل وهو أحد مؤيدي الأستيطان، ينتقل الرئيس من أزمة إلى أخرى في الأسابيع الأخيرة.

وأخترق ترامب الاتفاقات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، خلال خطابه للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكن التحرك الأخير، وهو التهديد بقطع التمويل عن منظمة " أنروا" التابعة للأمم المتحدة لدعم اللاجئين الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية، يبدو أكثر خطورة، مما يدل على عدم فهم الميكانيكا الدقيقة التي تساعد على الحفاظ على السلام النسبي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ويوضح نهج ترامب العديد من الأشياء، من بينها أن الإدارة الحالية ترى أن المساعدات الخارجية كوسيلة للنفوذ واستراتيجية المفاوضات التي استخدمتها الإدارات السابقة في عملية السلام في الشرق الأوسط كانت خاطئة، حيث يتطلب ذلك أدوات جديدة.

وترى إدارة ترامب ومستشاريه أن إدانة الجمعية العامة للأمم المتحدة لقراره بشأن القدس، هو تصعيد يحتاج إلى رد، وهذا الرد يأتي من خلال الضغط على النقاط الحساسة في المجتمع الفلسطيني وعملية السلام بشكل عام.

وتدير منظمة أنورا المخيمات الفلسطينية والتي يوجد بها أفقر الفلسطينيين، وتوجد هذه المخيمات في أماكن مثل رام الله ونابلس وجنين والضفة الغربية وقطاع غزة، وقد خرجت الأنتفاضة الأولى والثانية من هذه المخيمات، وهي مكان مولد حركتي فتح وحماس، وهي أماكن تفتخر بالقدرة على الصمود، وهي أيضا ضمير الحركة الوطنية الفلسطينية.

وتحتفظ المخيمات بالعديد من الأسلحة منذ الأنتفاضة الثانية، وهي تقع تحت سيطرة قوات الأمن الفلسطينية والرئيس محمود عباس، ويبدو أن تدخلات ترامب، وتصريحات سفيرته لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، ضربت القطبين وتسببت في هشاشة الأوضاع، حيث الأونورا والسلطة الفلسطينية، وهناك تأثير آخر على المدى البعيد، إذ لسنوات يحاول المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، تمكين السلطة الفلسطينية من الحكم، وذلك من خلال الدعم المالي والدولي والتقني للبيروقراطية الفلسطينية، حيث دفع الرواتب ودعم المنظمات غير الحكومية العاملة في المجالات الاجتماعية الرئيسية، وزيادة التدفقات النقدية للتعاون الأمني للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل.

والأخطر من ذلك رغم أنه أمر بعيد المنال هو القلق من انهيار السلطة الفلسطينية، والذي سيكون أحد نتائجه تحمل السلطات الإسرائيلية مسؤولية إدارة الخدمات في الأراضي المحتلة.

ويبدو أن ترامب وهالي لا يفهمان أي من هذه العواقب، أو ربما يفهمان ولكن لا يهتمان، وتتعامل الولايات المتحدة مع عملية السلام في الشرق الأوسط وكأنها صفقة ملكية في منهاتن، يمكنها تنميرها على الطاولة، ولكن مفاوضات السلام ليست صفقة ملكية، ومن الواضح أن ترامب في الأسابيع الأخيرة دفع السلطة الفلسطينية والقيادة إلى موقع، حيث لا يمتلكون شيئا لخسارته في المرحلة المقبلة.

وقال أحد المسؤولين الفلسطينيين " لقد أنتهى الأمر، لقد أخرج ترامب القدس من المفاوضات، وهو الآن يعترف بأن الدبلوماسيين الأميركيين كانوا يكذبون بشأن أن وضع القدس لم يتم تقريره بعد، وقد أعترف أيضا أنه لا يوجد عملية سلام أو خطة سلام".

وأضاف" خطأه أنه يعتقد بأنه يتعامل مع صفقة مألوفة له، ولكن الفلسطيننيين ليسوا ضعفاء لهزيمتهم، فهو يتجاهل مسألة الكرامية والتي جهز الشعب نفسه للموت من أجلها"، ونأمل في أن خطابات ترامب المشابهة لا تحدث مزيدا من المشكلات، لأن البديل لن يكون صفقة نهائية لترامب، ولكن تدمير نهائي لعملية السلام وكل التوابع.

 

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

الرئيس الأوكراني يكشف تفاصيل النظام الجديد للحكم في بلاده
مساعدة الأمين العام تبحث مع الرئيس اليمني تأزم الموقف…
الرئيس الفرنسي يرى أن الأوروبيين تمكنوا من احتواء موجة…
المبعوث الأفريقي للسودان يُعلن تشكيل مجموعة دولية لمتابعة الأوضاع
الرئيس الروسي يُؤكِّد تطابق مواقف موسكو والصين

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

هالاند يحذر خصومه ويؤكد ما زلت أملك المزيد
محمد زيدان يعتبر هجوم الإعلام الإنجليزي على محمد صلاح…
لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع…
ليونيل ميسي يسجل هدفا متأخرا لإنتر ميامي لكنه لا…

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة