الرئيسية » تحقيقات
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

واشنطن ـ يوسف مكي

تعدّ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) ضحية كلّ من النكبة والفشل، حيث النكبة، كما يسميها الفلسطينيون، هي نزوح مئات الآلاف منهم في الصراع الذي أدى إلى قيام دولة إسرائيل عام 1948، أما الفشل أكثر تعقيدا، حيث جوهره عدم وجود حل عادل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وسط التوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية، والأفق المتناقص باستمرار للتوصل لاتفاق سلام.

محاولة للضغط لقبول صفقة القرن
لم تعد القضية مجرد نزوح للاجئين الأصليين بل عن حل عادل لمجموعة تضم نحو 5 ملايين شخص لا يزالوان ينظرون إلى فلسطين وما خسرته عائلاتهم، في عالم مثالي، لن تكون الأونروا ضرورية بعد الآن، لكن من الضروري جدا توفير الخدمات بما في ذلك التعليم في مناطق تتراوح من غزة وبيت لحم إلى الأردن ولبنان وسورية.

وقليلون ممن يواجهون الكشف عن أن إدارة ترامب مستعدة لسحب تمويلهم بالكامل من الأونروا، وأوضح المسؤولون أنهم يرون تهديد التخفيضات على الفلسطينيين بمثابة رافعة لإقناعهم بالموافقة على صفقة سلام مفروضة من البيت الأبيض تتماشى إلى حد كبير مع رؤية إسرائيل، وطريقة لإعادة تعريف وتقليص عدد ضخم من الأشخاص في الواقع لاجئين.

وفي حين أنه لا يوجد غموض على حقيقة أن إدارة ترامب التي اعترفت من جانب واحد بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وهي مليئة بالمتحمسين المؤيدين لإسرائيل، إلا أنه من غير الواضح ما الذي قاله ترامب ومستشاروه حول القضية، وبخاصة زوج ابنته جاريد كوشنر، فهو يعتقد بأن الأمل سيكون نتيجة هذه التحركات، لا سيما الضغط على المساعدات الأميركية للفلسطينيين.

3 افتراضات دفعت ترامب لوقف التمويل
توجد نظريات متداخلة مختلفة متداولة، الأولى هو أن كوشنر وفريقه يعتقدون بأن القيادة الفلسطينية المرهقة يمكن أن تتعرض للتسلط في اتفاق بشأن شروط البيت الأبيض، وهو تقييم يوافق عليه عدد قليل من الخبراء، وهناك نظرية ثانية تستند إلى قراءة تقول إن كوشنر وفريقه أكثر واقعية، ويتوقعون فشل ترامب في قدرته على ضمان "صفقة القرن" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في تلك القراءة، مع العلم أنه لا يوجد اتفاق يجب كسبه، فإن تحركات إدارة ترامب تعدّ بمثابة إعادة ضبط مدمرة للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط التي تم فهمها منذ فترة طويلة، بما في ذلك كيف يمكن أن تبدو اتفاقية السلام.

ثم هناك فرضية أخيرة، وهي أن هذا ليس أكثر من إشارة سياسية فجة قبل انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث ألقى المسيحيون الإنجيليون الموالون لإسرائيل، الذين ناشدهم ترامب مؤخرا للحصول على دعم في اجتماع مغلق، وهي عظمة أخرى بعد اعترافه بالقدس.

القرار يضرّ جميع الأطراف
غير أن ما ينقصنا من كل هذه التفسيرات هو أي دليل على فهم كبير للقوى الدافعة في السياسة الفلسطينية حيث التداخل مع القضايا الأمنية، كما أن الأماكن التي ستعاني من وطأة التخفيضات في المساعدات الأميركية التي أعلن عنها بالفعل، والقطع في تمويل الأونروا ستكون بالضبط تلك المخيمات التي تديرها الأونروا إذ يعيش أفقر الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، التي ولدت حركة فتح وحماس، خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا تقل قضية اللاجئين أهمية، على الأقل في الأردن حيث يوجد نحو مليوني شخص مسجلين لدى الأونروا كلاجئين، ويحمل العديد منهم أيضا الجنسية الأردنية، لكن ما وراء التأثير الإنساني، وإمكانية حدوث اضطرابات، فالأمر أكبر مما هو متصور.

وتبدو إدارة ترامب على أهبة الاستعداد لتعزيز نهجها الأحادي الجانب بالفعل تجاه القضية الإسرائيلية الفلسطينية، فإنها تثير احتمال حدوث ضرر بالدبلوماسية الأميركية في قضية قامت بها بنفسها، ويبدو من المؤكد أن هذا سيبقى أطول من الوقت الذي سيقضيه ترامب في السلطة، مما يبطئ قدرة الولايات المتحدة على العمل كوسيط لأعوام مقبلة.

تخاطر تحرّكات ترامب بخلق فراغ خطير، مثلما حذّر قادة حكماء في وزارة الخارجية والبنتاغون وإسرائيل، ولن يكون الفلسطينيون أو الإسرائيليون محصنين من التداعيات.

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

المخدرات لا تزال تشكل تهديدًا مستمرًا ومتعدد الأوجه للمجتمعات…
الجيش الصيني يبعث رسالة غريبة تتضمن صورة غامضة
هيومن رايتس ووتش تنتقد أحكام الإعدام بحق فرنسيين داعشيين…
القصة الكاملة لجريمة "السيانيد" وتفاصيل قتل طالب كيمياء والديه…
متقاعد من "البحرية الأميركية" بعمر 94 عامًا يعمل في…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

هالاند يحذر خصومه ويؤكد ما زلت أملك المزيد
محمد زيدان يعتبر هجوم الإعلام الإنجليزي على محمد صلاح…
لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع…
ليونيل ميسي يسجل هدفا متأخرا لإنتر ميامي لكنه لا…

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة