الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
شجرة الهوهوبا

الرياض ــ محمد الدوسري

يدعو الكثير من الباحثين في مجال الزراعة إلى الاتجاه لزراعة شجرة "الهوهوبا" في البلدان العربية؛ نظرًا إلى أهميتها الاقتصادية المتمثلة في دخول بذورها وأوراقها في استخدامات العديد من الصناعات الطبية، والغذائية، والزراعية، وتوافقها مع طبيعة المناخ السائد في معظم أرجاء المنطقة.

تتحمل هذه الشجرة الظروف البيئية الجافة والحارة، ولا تحتاج إلى المياه بشكل كبير، وهو ما يتسق مع استراتيجية الزراعة في المملكة التي تسعى إلى تحقيق التوازن ما بين تنمية القطاع الزراعي والمحافظة على الموارد المائية.

تدخل "الهوهوبا" في مكونات 300 منتجًا صناعيًّا وغذائيًّا في الولايات المتحدة الأميركية، وأجاز (European Committee) استخدام زيتها في تغطية الشوكولاتة، والفواكه المجففة، لتقليل الفاقد من الرطوبة أثناء عملية التخزين مع الحفاظ على جودتها.

كما دخل استخدام الشجرة في عدد من صناعات مستحضرات التجميل، والعناية بالبشرة، وبعض المكملات الغذائية التي تصدر للعالم.

تعد "الهوهوبا" شجرة صحراوية معمّرة، ويبلغ طولها من 1.8 إلى 3 أمتار، وعرضها من 1.8 إلى 2.4 متر، وأوراقها جلدية بطول 2.5 إلى 6 سنتيمترات، وعرض 2 سنتيمتر، ولون الذكر أخضر مصفر، يحتوي على طبقه شمعية تقلل من فقد الرطوبة، بينما المؤنثة منها صغيرة الحجم، ولونها باهت، وتلقح عن طريق الرياح.

ونظرًا إلى هذه الأهمية، أجرى مركز الأبحاث التابع لكلية الزراعة والطب البيطري في جامعة القصيم، دراسات علمية على هذه الشجرة، شملت مختلف مناطق المملكة لمعرفة إمكانية زراعتها فيها، لتُظهر النتائج أنها شجرة تتأقلم بشكل سريع مع الظروف البيئية المحلية السائدة، ويمكن أنَّ تسهم في دفع حركة تنمية القطاع الزراعي في المملكة، وزيادة تنوع الاستثمار الاقتصادي فيه.

وبيّن  رئيس المركز، الدكتور عبدالرحمن عبدالله الصقير، أنَّ "الهوهوبا" التي يطلق عليها "البندق البري" واسمها العلمي (Jojoba) شرعت الكثير من الدول في استزراعها ودعم وتشجيع الأبحاث العلمية المرتبطة بزراعتها وإنتاج بذورها، لاسيما في دول منطقة الشرق الأوسط، واستنباط الأصناف المناسبة منها لكل منطقة بيئية؛ لأن بذورها تحوي كميات من الزيت يمكن للإنسان الاستعانة به في غذائه.

وذكر الدكتور عبدالرحمن الصقير: "دراساتهم التي أجروها على "الهوهوبا" بينت أنَّ زيتها من الناحية الفيزيائية يشبه الزيوت النباتية الأخرى، أما من الناحية الكيميائية فإنه أقرب ما يكون إلى الشمع السائل، بخلاف الزيوت المشتقة من بذور المحاصيل الزيتية الأخرى، وهو أصفر اللون عديم الرائحة ومقاوم للتزنخ، ويبقى سائلاً في درجة حرارة الغرفة، متميزًا بالثبات وطول فترة الصلاحية".

كما أشار إلى أنَّ أغراض شجرة "الهوهوبا" تعددت، فعلاوة على استخدامها في تشجير المناطق الجافة ووقف انجراف التربة، يستعان بها في صناعات مستحضرات التجميل، والشامبو، ومعجون الأسنان، وكريم الحلاقة، ومزيل الأصباغ، والدهانات، والشموع، ومواد التنظيف، والصمغ، والبلاستيك، والحبر.

ولزيت "الهوهوبا"، كما أخبر الدكتور الصقير، استخدامات طبية واسعة أيضًا، إذ يدخل في إعداد بعض الأدوية والعقاقير الخافضة للحرارة والمسكنات، وعلاج الالتهابات، في حين أنَّ بذورها التي تحوي مركبات "السيموندسين" تدخل في إنتاج عقاقير تخفيف الوزن، وفي صناعة مبيدات عضوية لمكافحة الحشائش، والآفات الزراعية.

من المجالات الواعدة للزيت استخدامه في وقاية النباتات من بعض الحشرات الضارة كالذباب الأبيض، وكذلك استخدامه في مكافحة بعض أنواع الأمراض البكتيرية على نباتات العنب، وهذا من شأنه تقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية التي لا تخلو من مخاطر على الإنسان والبيئة بشكل عام.

تحتاج شجيرات "الهوهوبا" إلى الري خلال سنتين فقط من زراعتها، أي مع بداية فصلي الشتاء والربيع لتسريع نموها، ومع الظروف المناسبة من التربة الجيدة، وتوفر القليل من الماء، والإضاءة الكافية، تنمو جذور الشجرة بمعدل سريع يتيح ظهور بذورها دون الحاجة إلى الري فيما بعد على الأمد البعيد.

يذكر أنَّ الموطن الأصلي لشجرة "الهوهوبا" هو صحراء "سونورا" شمال المكسيك، وجنوب غربي ولايتي أريزونا وكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، واستخدمت بذورها منذ قرون عدّة في مستحضرات التجميل البدائية، وعلاج الالتهابات الجلدية والجروح والزكام، حتى تم اكتشافها حديثًا العام 1933، عندما قامت إحدى الشركات الأميركية المنتجة للدهانات باختبار زيتها في صناعة الطلاء.

وفي الحرب العالمية الثانية أضيف زيتها لزيوت المحركات العسكرية، وفي تزييت تروس الآليات الحربية، مما أكسبها قدرة عالية على الأداء القتالي، علاوة على تزييت المدافع بدلاً عن الزيوت المصنعة من مشتقات البترول، وتحول استخدامه مع مطلع السبعينيات إلى صناعات مستحضرات التجميل.

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

علماء يابانيون يحاولون زراعة الأعضاء البشرية في الفئران ونقلها…
ثعابين "ماكِرة" تتبع "تكتيكات الموت" للهروب من مفترسيها
"نهر النيل" يفتقد "زخّات الأمطار" ومصر تسعى لمعاقبة زُرّاع…
133 مليون نحلة تهرب من شاحنة في مونتانا الأميركية
باحثون سعوديون يبتكرون "أغشية مسامية" لتنقية المياه شديدة التلوث

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

اتهامات لإنفانتينو بخرق قواعد الحياد في فيفا بعد إشادته…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
هالاند يحذر خصومه ويؤكد ما زلت أملك المزيد

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة