الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
زراعة الورد

غزة - المغرب اليوم

خصّص المزارع غازي حجازي دونمين اثنين، في رفح جنوب قطاع غزة، لزراعة الورد في عام 1991، فجمع أبناءه حوله ليعلّمهم "مهنة العمر" في المشروع، الذي ظنّ أنّه سيتركه إرثاً عظيماً لهم، وأخذ يتوسّع حتّى امتدّ الورد على مساحة 40 دونماً خلال عام 2000 وكان يزرعها بورد القرنفل وقال محمّد حجازي (35 عاماً) للمونيتور: "كان والدي يوسّع المزرعة سنويّاً، وكنّا نعمل فيها معه، ويساعدنا عمّال وصل عددهم إلى 25، وفي فترة القطاف، التي تبدأ في شهر ديسمبر/ كانون الأول وتستمر حتى يونيو، كنّا نستعين بالمزيد من العمّال لنسرع في حصد الورد وتجهيزها للتصدير".

أضاف: "في موسم القطيف، كان العمل يبدأ في الخامسة فجراً، وينتهي بعد منتصف الليل، كنّا نعمل كثيراً، حتّى أنّنا نأكل وجباتنا الثلاث في المزرعة وننام فيها. وبالطبع، كانت ساعات النوم محدودة بسبب ضغط العمل"وتابع: "لم نكن نكلّ أو نملّ، رغم ضغط العمل، فإنّ زراعة الورد وجنيه أمران ممتعان للغاية، ويحقّقان لنا راحة نفسيّة كبيرة."

بدأ مزارعون آخرون في المنطقة بزراعة الزهور أيضًا، أن الورد كان المحصول الأكثر ربحًا للمزارع بالمقارنة مع المحاصيل الأخرى التي يتم تصديرها، فالدونم الواحد من الورد كان يحقق نحو ثلاثة آلاف دولار سنويًا، وذلك في سنوات الثمانينات والتسعينات وبداية الألفينات، بينما دونم الحمضيات كان يحقق في ذات الفترة نحو 500 دولار فقط.

وبات الوضع كذلك إلى أن قال الحصار الإسرائيليّ كلمته وذبل الورد على أبواب المعابر، وهجره مزارعوه واحداً تلو الآخر. وقال حجازي : "فلم نعد قادرين على تصديره في الأوقات المتّفق عليها مع التجّار الأوروبيّين بسبب إغلاق المعابر، ولقد كان الاحتلال يتعمّد إغلاقها في المواسم الرئيسيّة لتصدير الورد، مثل رأس السنة".

وأشار إلى أنّ زراعة الورد مكلفة للغاية، ولا مجال لتصريفه في السوق المحليّة، لقد كان القطاع ينتج كميّات كبيرة جدّاً منه، وهو محصول لا يمكن الاحتفاظ به لفترات طويلة، فكان يذبل ويضعه المزارعون طعاماً للدواب.

ورغم ذلك، لم يستسلم بعض المزارعين للواقع، واستمرّوا في زراعة الورد على أمل تصديره، وتواصلوا مع بورصة الزهور الهولنديّة لإقناع التجّار الأوروبيّين بالاستمرار في الاستيراد، ولكن من دون جدوى، إلى أن نفّذت الحكومة الهولنديّة مشروعاً داعماً لمزارعي الورد، في 2011، لتمكينهم من الاستمرار في زراعة الورد وتصديره، وكان المشروع يقدّم للمزارع 60% من تكلفة الإنتاج، فتمكّنوا من المضي في عملهم.

محاولات البقاء استمرّت 7 سنوات، حتّى توقّفت مع انتهاء المشروع الهولنديّ في عام 2014، وبعد توقّف التصدير، استمرّ عدد محدود من المزارعين في زراعة الورد، ثمّ تركوها بالتدريج، ولم يبقَ منهم سوى حجازي، الذي اكتفى بـ10 دونمات، أيّ ربع مساحة مزرعة والده، وهو يبيع إنتاجها للسوق المحليّة.

وقال: "توجّه إخواني إلى أعمال أخرى، لقد وجدوا صعوبة بالغة في الحصول على عمل، ولم يعد يعمل في مزرعتي سوى 3 عمّال. لقد زرعت أنواعاً جديدة من الورد للسوق المحليّة، بعدما كنّا نزرع القرنفل فقط لكونه يتحمّل النقل من بلد إلى آخر".

اليوم تدخل المزرعة، أو بالأحرى ما بقي منها، فتجدها خالية إلاّ من القليل من الورد، وبعض الأمل الذي يصبّر به صاحبها نفسه، وإنّ أكثر ما يؤلم حجازي، أنّه لم يزرع أرضه في الموسم الحاليّ، نظراً لضعف القوّة الشرائيّة في القطاع، فالمواطن الفلسطينيّ في غزّة بالكاد يوفّر لقمة عيشه.

تخلّيه عن الورد احتمال قائم، في حال وجد محصولاً آخر يحقّق له الربح. أمّا أبناؤه فيوجّههم لطرق أبواب رزق أخرى بدوره، أشار المدير العام للتسويق والمعابر في وزارة الزراعة تحسين السقا في حديث للمونيتور إلى أنّ زراعة الورد بدأت في قطاع غزّة بأواخر السبعينيّات من القرن الماضي، وانتهت بشكل شبه كامل في عام 2014، وكانت ذروة ازدهارها في عام 2000، حيث تمّت زراعة 625 دونماً بالورد، وبلغت الصادرات 62 ونصف مليون زهرة، وقال: "بسبب الحصار، توقّف التصدير خلال عام 2008 لمدّة 3 سنوات.

وبعد ضغط أوروبيّ على الاحتلال، صدّرنا 20 مليون زهرة في موسم 2011، ونفّذت الحكومة الهولنديّة مشروعاً ساهم بقوّة في العودة إلى التصدير، إذ كانت تدعم المزارع بنسبة 60 في المئة من تكلفة الإنتاج".

أضاف: "صمد المزارعون بفعل هذا المشروع، لكنّه توقّف في عام 2014، فلم يتحمّلوا تكلفة الزراعة العالية، إذ تبلغ تكلفة الدونم الواحد من الورد 10 آلاف دولار في السنة" وتابع: "إنّ تصدير المحاصيل الزراعيّة، ومن بينها الورد كان ركيزة أساسيّة للاقتصاد الفلسطينيّ، وفي بعض السنوات، بلغ إيراد صادراتنا 50 مليون دولار. وبالتالي، استهدف الاحتلال كلّ الصادرات وأغلق المعابر في وجه بضائعنا".

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

علماء يابانيون يحاولون زراعة الأعضاء البشرية في الفئران ونقلها…
ثعابين "ماكِرة" تتبع "تكتيكات الموت" للهروب من مفترسيها
"نهر النيل" يفتقد "زخّات الأمطار" ومصر تسعى لمعاقبة زُرّاع…
133 مليون نحلة تهرب من شاحنة في مونتانا الأميركية
باحثون سعوديون يبتكرون "أغشية مسامية" لتنقية المياه شديدة التلوث

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

اتهامات لإنفانتينو بخرق قواعد الحياد في فيفا بعد إشادته…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
هالاند يحذر خصومه ويؤكد ما زلت أملك المزيد

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة