الرئيسية » تحقيقات وأخبار
الانتحار في المغرب

إدريس الخولاني : المغرب اليوم

شهد المغرب في الآونة الأخيرة ارتفاع وتيرة الانتحار بشكل رهيب و مرعب، اذ لا  يمر  يوم  دون أن نسمع خبرًا هنا و هناك عن رجل شنق نفسه و امرأة رمت بنفسها في غفلة من الناس في البحر و ثالث  تناول سمًا و رابعة تناولت سمًا انهت حياتها.و لا تكاد  تخلو يوميًا  وسائل الإعلام المغربية بمختلف انواعها بأخبار محاولات الانتحار و تنفيذ فعل الإنتحار  بين من بحت أصواتهم و تكسرت أضلاعهم في طريق البحث عن فرصة عيش كريم  لم يوفرها  النظام الإجتماعي و السياسي و التعليمي المغربي "، و بين من اجتمعت عليهم نوائب الفقر و المشاكل النفسية الاجتماعيةوالاقتصادية، فاختاروا الانتحار هروبًا من حياة "شقية".

" المغرب اليوم" تدلف الظاهرة و  وترسف عند حالة الأم" بوزيدي عراقي" المكلومة في إنتحار ابنها فأسست جمعية مدنية تدين الصمت، مع رصد  أراء  الباحثين المغاربة في سوسيولوجيا الإنتحار بشأن  التشخيص و البواعت و التداعيات، حيث  يعتبر الباحثون  بعض محاولات الانتحار تكون مجرد وسيلة للاحتجاج لموضوع معين أو رغبة في تأكيد الذات، كما يؤكد ذلك أنس  طفل مغربي يبلغ من العمر 12 عامًا ، الذي قال إنه فكر في الانتحار مرارًا، و قام ببعض المحاولات لجلب انتباه عائلته التي يحكى بكونها "لا تجيد التواصل، وسئمت من مشاجرات والدي كل مساء".

 ويحكي عبد الله قصة ابنه الذي ترك قبل انتحاره كلمة خطها على ورقة وفيها "أنا محكور"، ومعناها "أنا مظلوم"، رحل الابن تاركًا وراءه سرًا لا تزال أسرته تعيش على ذكرى فك رموزه الخفية‪.  "   كفى صمتًا"، هو شعار الحملة التحسيسية التي أنجزتها جمعية "ابتسامة رضى"، أم مغربية "مريم بوزيدي عراقي "مؤسسة الجمعية، عاشت مأساة إقدام ابنها رضا على الانتحار عام 2009، وهو بعد في عمر 13 ‪.

وتقول بوزيدي " مهمتنا في جمعية ابتسامة رضى هو التدخل عبر بعض الوسائل للوقاية من خطر العزلة الذي قد يؤدي بمراهق طفل إلى الانتحار‪".


‪ وفي تقرير أعده معهد الأرض من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة في قياس السعادة، بالاعتماد على مدى شعور الأفراد بالسعادة والرضا في حياتهم، احتل المغرب مرتبة متدنية باحتلاله الرتبة 99 من أصل 156 دولة شملها المسح‪.  يرى علي الشعباني أخصائي علم الاجتماع والنفس أن آفة الإنتحار تهدد مستقبل المجتمع المغربي وبدأت تلفت النظر في السنوات الأخيرة وهي ليست بالعادية، " بـ "وجود تداخل دوافع عدة، حيث نجد العامل الاجتماعي، النفسي، الاقتصادي والأمن العام للمجتمع وكذا الانفتاح الإعلامي الذي أصبحنا نعيش فيه، والأطفال عادة يتأثرون بما يقع حولهم‪. ويقول الشعباني أن الدولة بدورها تتحمل المسؤولية، من خلال النظام التعليمي الذي لم يرسو على أي برنامج منذ الاستقلال، وكذا النظام الاقتصادي يجثو بثقله هو الآخر

و‪".يرى رشيد جرموني أخصائي علم الاجتماع الديني، أن " ظاهرة الانتحارخطيرة ومعقدة، قد تكون وسيلة للاحتجاج على المجتمع، على فشل النظام السياسي الاجتماعي وغيرها".مشيرًا إلى أننا أصبحنا اليوم نعيش "أزمة قلق" نتجت عن تداخل مجموعة من العوامل المباشرة و غير المباشرة وبالأخص عندما تغيب التنشئة الاجتماعية المتماسكة‪.و تحت غطاء درء "الأمر المسكوت"، أصبح الانتحار يجثو على المجتمع المغربي، حالات هنا وحالات هناك. وفي ظل غياب احصائيات ووضع اقتصادي واجتماعي مريح، يظل صوت هؤلاء يصدح في اننتظار قدوم منقد قد يأتي و في الغالب لا يأتي

‪. أما الباحث السوسيولوجي عياد أبلال، فقد جعل في مقدمة أسباب الانتحار عالميًا، التفكك الأسري، والبطالة والفقر، والأمراض النفسية، والإدمان على المخدرات،  ويعتبر أن المقاربة السوسيولوجية للظاهرة تبقى ضرورية، باعتبار أن مختلف الاضطرابات النفسية سببها اجتماعي، ومن بينها عدم تمكن نسق الشخصية من تلبية الحاجات الأساسية التي تضمن للمرء الاستقرار والتوازن، أو وقوع خلل على مستوى النسق الثقافي أو الاجتماعي.أن الانتحار محرم في الإسلام، ومنبوذ في المجتمع، لكن حين يصل الخلل الوظيفي في أداء مختلف الأنساق إلى مستوى حرج، يصل نسق الفعل إلى رفض المجتمع، ومن ثم إلى رفض ثقافته ومعاييره، أو الشعور، في حالة تفكك الأسرة، بغياب الدفء الأسري والمساندة الوجدانية والحاجيات المعنوية والرمزية التي تجعل الفرد يتمسك بوجوده الذاتي، مؤكّدًا أن كل خلل في الأداء النسقي للشخصية يصيب الفرد باضطرابات نفسية وعصبية، قد تجعل مسألة الانتحار لديه جد بسيطة.

وتؤكد الأرقام والدراسات، بحسب" أبلال، على ارتفاع حالات الانتحار ومحاولات الإقدام عليه في صفوف المراهقين من الجنسين، وبشكل أكبر في صفوف الذكور، كما تقل النسب في صفوف المتزوجين في مقابل ارتفاعها عند العزاب. وبالعودة إلى المراهقين، فالأمر يمكن شرحه بكون أن هذه المرحلة جد حساسة ضمن مراحل نمو الفرد الثقافي والاجتماعي والبيولوجي، وهي مرحلة تعرف بطور بناء الشخصية. و أن إصابة الشخصية بخلل ما، يصير لدى صاحبها الانتحار حلًا  في حالة اليأس العميق، خصوصًا وأن طموحات الشباب في تلك المرحلة تكون أكبر من حجم المتطلبات التي يمكن للمجتمع تلبيتها، حيث يحدث ذلك بنسبة أكبر لدى الذكور، في حين إن النسبة تكون أقل في صفوف الإناث نظرًا للتربية التي تتلقاها البنت منذ الصغر، حيث تجعل منها أكثر ارتباطًا بالأسرة والدفء العائلي.

وعن مسؤولية الأسرة في تسارع هذه الظاهرة،  يعتبر أبلال أن الأسرة كانت في السابق تلبي بشكل أو بآخر مختلف متطلبات الأطفال، حيث اكتفت بلعب دور المؤمن للجوء السكني للطفل أو المراهق، ولم تعد قادرة على تحقيق التوازن والأمن العاطفي والوجداني للفرد.

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

المجلس الأعلى للتربية يكشف أن 77% من المغاربة مع…
"التربية" المغربية توجِّه دعوة لعقد اجتماع مستعجل مع النقابات…
الحكومة المغربية تستجيب لـ14 مطلبًا لطلبة الطب والصيدلة باستثناء…
مؤسسات التعليم العالي في الإمارات تتاسبق للحاق بقطار "الذكاء…
جامعة الشارقة تحتفي بتخريج "دفعة عام التسامح" ضمن برنامج…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

اتهامات لإنفانتينو بخرق قواعد الحياد في فيفا بعد إشادته…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
هالاند يحذر خصومه ويؤكد ما زلت أملك المزيد

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة