الرئيسية » تحقيقات وأخبار
التوعية الجنسية للأطفال

لندن - المغرب اليوم

تعتبر التوعية الجنسية مصطلحًا واسعًا يشمل كل المعلومات المتعلقة بجميع الجوانب الجنسية للفرد، بما في ذلك التطور البشري والصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات والمسؤوليات العاطفية والسلوك والنشاط الجنسي.

اقرأ أيضا:مجموعات نسائية تؤكّد فشل خطة الحكومة البريطانية بشأن التثقيف الجنسي

ويبدو أن التوعية الجنسية ليست مجرد شرح لعملية التكاثر وتعليم الأطفال التصور الصحيح لعملية الإنجاب، ولكنها أشمل من ذلك بكثير، فهي تهدف إلى المساعدة في اكتساب المعلومات والمهارات والدوافع لاتخاذ قرارات سليمة بشأن الجنس والحياة الجنسية وتشكيل المواقف والقيم والمعتقدات بشأن تلك الأمور حتى يصل الفرد للفهم الأساسي لجميع الجوانب الجنسية في الوقت الذي يصل فيه للنضج الكامل.

وتعاني المجتمعات العربية بشكل كبير من نقص المعرفة والاهتمام بموضوع التربية الجنسية للأطفال، بخاصة في أننا نعيش اليوم في مجتمعات كثر فيها الشذوذ والتحرّش والانحراف الجنسي وأصبح كل شيء متاحًا للصغار قبل الكبار، حتى الأفلام الإباحية. وتوصف في مجتمعاتنا بـ "ثقافة العيب" لأنه من النادر جدًا مصادفة عينات في مجتمعنا العربي تتبنى تلقين هذه التوعية للأطفال وتندرج أسئلة الأطفال البريئة بشأن الجنس في إطار "العيب".

ونقدّم تجارب بعض الدول في مجال التوعية الجنسية للأطفال.

التجربة الكندية

يرى موقع "AboutKidsHealth" الكندي أن الفضول تجاه الأمور الجنسية خطوة طبيعية من خطوات تعلم الأطفال المزيد عن أجسادهم، فالتوعية الجنسية تساعد الأطفال على فهم طبيعة الجسد وتساعدهم على الشعور بالإيجابية تجاه أنفسهم.

ويؤكّد الموقع أن مناقشة الجنس، تعتبر خطوة مهمة لخلق تواصل مفتوح بشكل دائم بين الوالدين والطفل، وبخاصة في مرحلة المراهقة.

ويرى الخبراء الكنديون أن التوعية الجنسية الفعلية لا تؤدي إلى ممارسة الجنس، فالأطفال الذين يتلقون تعليمًا جنسيًا في المنزل يقل احتمال مشاركتهم في النشاطات الجنسية المحفوفة بالمخاطر.

ويشير الموقع إلى ضرورة البدء بالحديث عن الجنس في وقت مبكر، ومواصلته مع نمو الطفل هو أفضل طرق التوعية الجنسية.

يقول الخبراء إن الوالدين يجب أن يكونا هما المصدر الأول للطفل للحصول على المعلومات بشأن الجنس، مشددون على أن فهم المعلومات الصحيحة يمكن أن يحمي الأطفال من السلوك المحفوف بالمخاطر أثناء النمو.

وأفاد الموقع الكندي أن الوالدين يجب أن يشرحا الأشياء وفقًا لعمر الطفل، فمثلًا الأطفال الأصغر سنًا مهتمون بالحمل والولادة والرضع، بدلًا من الجنس وآلية ممارسته، على الرغم من اختلاف كل طفل عن الآخر.

التجربة الألمانية

يتم توعية الأطفال جنسيًا في ألمانيا منذ المدرسة الابتدائية، إذ يتم تقديم دروس مفصلة للأطفال ويتم توضيح معنى الجنس بالتفصيل وكيفية الاتصال الجنسي وكيف يجري الحمل والولادة. ويعتقد الخبراء أن الأطفال في هذا العمر، لا يتأثرون بالهرمونات وإنما يدفعهم الفضول فحسب، ويمكنهم التحدث عن المسائل الجنسية دون حرج أو خجل.

وتشير الدراسات إلى أن الأطفال يتلقون معلومات التغيرات الفسيولوجية، التي تطرأ على الشبان والفتيات، بشكل طبيعي ويسألون عن كل ما هو غير مفهوم، ويطلبون من المعلمين إحضار الواقي الذكري إلى الدرس للتعرف عليه.

ويفيد موقع "Süddeutsche Zeitung" الألماني أن المدرسة يمكن أن تشارك في التعليم الجنسي للأطفال في حدود معينة، لذلك لابد من اشتراك الآباء والأمهات والمعلمين في ذلك، لكن يجب على المعلمين اتباع قواعد معينة في عملية التعليم، وبخاصة إعلام أولياء الأمور مسبقًا بشأن بعض النقاط. إذ يشرح المعلمون لأولياء الأمور كيفية تعامل المدرسة مع المسائل المتعلقة بالجنس لدى الأطفال ويتم استخدام كتب تعليمية مناسبة لأعمارهم. كما يحتوي كل صف على صندوق يمكن للتلاميذ وضع أوراق تحتوي على أسئلة جنسية مختلفة بشكل سري لتتم مناقشتها في الدرس.ويتم عقد اجتماعات لأولياء الأمور لمناقشة تلك المواضيع.

وأشار الموقع إلى أن الدافع الرئيسي من الإجراءات المتخذة من قبل الجهات الألمانية يكمن في الحماية من الاعتداء الجنسي. إذ يدرك الأطفال حينها إن كان سلوك الآخرين غير مقبول وسيكون من الأسهل عليهم طلب المساعدة.

التجربة الأوروبية

ويعتبر التعليم الجنسي إلزاميًا في معظم الدول الأوروبية, وعلى الرغم من وجود برامج للتربية الجنسية في المدارس البريطانية، إلا أن أولياء الأمور يمكن أن يرفضوا حضور أطفالهم لمثل هذه الدروس. وتشمل البرامج الجنسية الجوانب البيولوجية بشكل إلزامي، أما المعلومات المتعلقة بوسائل منع الحمل والتواصل الجنسي الآمن فتترك لتقدير المعلمين.

ويتم تدريس التربية الجنسية بشكل إلزامي في هولندا منذ المرحلة الابتدائية، وعلى الرغم من النتائج الممتازة، التي يلاحظها العلماء، إلا أنها لا يمكن أن تكون نتيجة التربية الجنسية فحسب، لكنها تساهم في ذلك. ويمكن القول أن التجربة الهولندية للتثقيف الجنسي في الأكثر نجاحًا والأكثر إثارة للجدل.

تبدأ هولندا بتعليم الأطفال منذ سن 4 سنوات عن الجنس وكيفية تشكيل العلاقات ومناقشة النشاط الجنسي. وتهدف التجربة الهولندية إلى تشجيع احترام جميع التفضيلات الجنسية ومساعدة الطلاب على تطوير إمكانياتهم للحماية من الإكراه الجنسي والتخويف والإساءة. ويرى الخبراء أن الطلاب، الذين حصلوا على مثل هذا النوع من التربية الجنسية كانوا أكثر حزما وأفضل تواصلا.

وتبدأ المناهج الفرنسية في تعليم التربية الجنسية لتلاميذ الصفوف الـ8 و9 ويتم توزيع وسائل منع الحمل مجانا عليهم.

التجربة الأميركية

تشهد الولايات المتحدة جدلًا مستمرًا بشأن فعالية التربية الجنسية الشاملة والتثقيف الجنسي. ويتم تحديد نوع وعدد الساعات المخصصة للتعليم الجنسي من قبل الولايات. وتؤيد 22 ولاية أميركية فقط نشر التربية الجنسية في المدارس العامة. وتمتنع بعض الولايات عن هذه البرامج، ومع ذلك فإن الغالبية العظمى من الطلاب في الصفوف من الخامس إلى العاشر تلقوا بعض المعلومات بشأن العلاقات الجنسية.

ويكون في روسيا برامج التربية الجنسية لا تعتبر إلزامية في المدارس العامة. وترى نسبة 40% من الروس التعليم الجنسي للأطفال "ضروري إلى حد ما" وتعتبره نسبة 24% "ضروريا جدا". وفقط نسبة 12% يعارضونه بشدة و15% من الروس "لا يدعمون هذه الفكرة في الغالب".

التجربة الروسية

ويأتي الوضع في روسيا كالآتي: الأغلبية من المواطنين الروس واثقون بضرورة التحدث مع الأطفال في المدارس عن وسائل منع الحمل والأمراض المنقولة جنسيًا، وفي هذه الحالة يصعب تجنب الحديث عن الجنس بحد ذاته. وفي الوقت ذاته هناك أقلية محافظة، تكافح فساد الأطفال برأيها.

ويعتقد أكثر من 80% من الروس، بحسب استطلاعات الرأي، أن أفضل مكان للحصول على التوعية الجنسية للأطفال هو الأسرة. ويقر معظم هؤلاء الأشخاص (أكثر من 65%) أن آباءهم وأمهاتهم لم يتحدثوا معهم بشأن الجنس. ويعبر ثلث أو ربع المستطلعين عن عدم استعدادهم لإثارة مثل هذه الموضوعات مع أطفالهم.

قد يهمك أيضا:%58 من المغاربة يُؤيّدون تدريس التربية الجنسية ضمن المواد الدراسيّة

الدكتورة هبة قطب تكشف أهميّة التربية الجنسية للأطفال

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

المجلس الأعلى للتربية يكشف أن 77% من المغاربة مع…
"التربية" المغربية توجِّه دعوة لعقد اجتماع مستعجل مع النقابات…
الحكومة المغربية تستجيب لـ14 مطلبًا لطلبة الطب والصيدلة باستثناء…
مؤسسات التعليم العالي في الإمارات تتاسبق للحاق بقطار "الذكاء…
جامعة الشارقة تحتفي بتخريج "دفعة عام التسامح" ضمن برنامج…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

مدرب موناكو يؤكد اقتراب عودة بول بوغبا إلى الملاعب…
لامين يامال يشعل التوتر قبل الكلاسيكو بتصريحات مثيرة
رونالدو يحتفل بهدفه رقم 950 ويؤكد استمراره في تحطيم…
مشجعون من 135 دولة يشترون تذاكر نهائيات كأس إفريقيا…

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة