الرئيسية » القضايا والأحداث الفنية
الدراما العراقية تفتقر إلى المواهب النسائية

بغداد - نجلاء الطائي

تعاني الساحة الفنية العراقية شحا كبيرا في الوجوه النسائية مما دفع بالقائمين على الأعمال الفنية كـ "الدراما والسينما والمسرح إلى الابتعاد عن القصص الرومانسية وغيرها لاسيما تلك التي تتطلّب وجوها أنثوية شابة. وعلى الرغم من أن هناك رافدين يفترض أنهما يصبان لدعم الساحة الفنية بالوجوه الشابة، وهما معهد وكلية الفنون الجميلة، إلا أنهما إلى الآن لم يفلحا في معالجة هذه المشكلة، لأن المتخرجات من الأكاديميتين سرعان ما يتلاشين ولا يتجاوز عدد ممن ينخرطن في الفن منهن أصابع الكف الواحدة.

ولم يزل انزواء المتخرجات عن التمثيل يسبب قلقًا دائمًا للمعنيين في الشأن الفني، وفي استطلاع فني لـ"المغرب اليوم" لفنانين وأكاديميين تكشفت ثمة أسباب تدفع المتخرجات إلى الذهاب بعيدا عن الخوض في هذا المعترك الإبداعي. فرواء حمزة ، فتاة عشرينية تخرجت من أكاديمية الفنون الجميلة وفضّلت العمل في الصحافة، لكنها بررت عدم خوضها في الفن بأسباب مخيفة فيما لو صحت، رواء قالت لـ"المغرب اليوم" "عدم دخولي الوسط الفني كان بسبب النظرة الدونية والرخيصة، فهم ينظرون لمن تدخل إلى الفن بأنها مباحة ومستساغة ولا يصعب استغلالها جنسياً".

ودخل أربع أو خمس فتيات إلى الوسط الفني ممن تخرجن العام الماضي، وهذا العدد الضئيل مقارنة بعدد المتخرجات كان كافيًا لإدخال البهجة على الفنان والأكاديمي في كلية الفنون الجميلة د. هيثم عبد الرزاق كما يعبر، ويقول عبد الرزاق "ما زالت مشكلة الأعراف والتقاليد الاجتماعية تقف حائلا دون دخول الفتيات إلى المعترك الفني"، ويحمّل القائمين على الشأن الثقافي مسؤولية ذلك "لأنهم يفتحون الملاهي والكباريهات باسم الفن والثقافة فيصبح تردد الفتيات بذلك حقًا مشروعا وهو أيضًا يبرر منع أهاليهن دخولهنّ الفن".

ويضيف "ما يجب أن يصل للمجتمع وأهاليهن خصوصًا المعنى الحقيقي للفن بوصفه أداة إصلاحية تساهم بإعادة بناء وتكوين المجتمع بمنظومة أخلاقية وبمفهوم إنساني راق"، وعن دوره كفنان ومدرّس في أكاديمية الفنون الجميلة قال "أنا أحاول دائمًا أن أدفع الطالبات للاشتغال بالفنّ لأن الفنّ يتعلّق ببناء الإنسان وبناء كيانه". وبينما أكد المخرج والممثل عزيز خيّون أهمية الموضوع، اعترف بغياب الطاقات الجديدة من الأكاديميات اللاتي يدعمن المسرح، وتساءل مستفهمًا "إذا كان خريجات هذه الاختصاصات لا يمارسن اختصاصاتهن بعد التخرج، من أين نأتي بالفتيات؟ هل نستورد من الشارع ممثلين حتى نفقد المسرح، هذا اللون المهم لبناء المجتمع"؟

ودعا خيون أكاديمية ومعهد الفنون الجميلة إلى "ضرورة اتخاذ إجراء بإلزام الطالبة بالعمل في اختصاصها بعد التخرج وإلا لماذا ذهبت لهذا الاختصاص؟ في السبعينات كن يتزاحمنّ لدخول الأكاديمية ثم الدخول إلى الفن". وأضاف "قبل فترة قرعت جرس الخطورة في كتاباتي وقلت نحن لا نمتلك جيلا جديدا من الفتيات في المسرح وأصبح الموضوع بالغ الخطورة، وربما سيأتي يوم أنا أمثل دور النساء، أقول المسرح الحقيقي، لا ما نراه اليوم والذي لا يستحق حتى أن نسميه بالتجاري لأن التجارة عمل مقدس حتى الرسول كان يعمل به".

ويرجع الفنان سعد مجيد التلكؤ الحاصل إلى نظام القبول في كلية الفنون الجميلة ويقول إنه "خاطئ حيث يعتمد على الدرجات لا الموهبة"، كما يُحمّل العادات والأعراف المسؤولية دون أن ينسى الطارئات اللاتي شوّهن معنى الفن. وتقول عبير فريد وهي فنانة عراقية، إنها لا ترى هذه المشكلة جديدة فقد أصبحت "مسألة طبيعية وروتينية موجودة في المجتمع حيث يرفض الأهل خوض بناتهنّ هذا المجال ولديهم وجهة نظر عقيمة حيث يسمحون لهنّ بأخذ الشهادة لا غير".

الفنانة ميلاد سري التي دخلت إلى الفن من باب معهد الفنون الجميلة رأت أن الموهبة هي من تحدد وجهة الطالب المتخرج ، وعزت سببا آخر لعدم انخراط الفتيات في الفن إلى "الوضع الأمني في البلاد أيضًا يقف عائقًا أمامهن". لكن المخرج عزام صالح قال "لا تزال العادات والتقاليد في عالمنا العربي والمحلي تتحكم بهذا الأمر لاسيما مع وجود نظرة سيئة للفنّ على شاكلة المسرح التجاري الذي يسيء إلى المرأة، وأعتقد هنالك استسهال لدخول أكاديمية الفنون الجميلة لأجل الشهادة ومن المفترض أن تخضع الفتاة لاختبار ومشاركات مسرحية وسينمائية داخل الأكاديمية"..

 وتقول شيماء جعفر بامتعاض "تكلمت في أكثر من محفل وأكثر وسيلة إعلام عن هذا الموضوع والسبب هم الطارئون ممن أساءوا إلى سمعة الفن بشكل عام لهذا لا تستطيع الطالبة في الكلية أو المعهد من الفنون الجميلة أن تغامر وتجازف بدخول الوسط الفني خوفًا على سمعتها حيث أن الطارئات على الفن تنقل من خصالها السيئة"، ودعت المسؤولين على الإنتاج في المسرح والتلفزيون إلى "غربلة من يدخل الوسط الفني لا أن يدخل كل من هب ودب ، فالعائلات لها الحق في منع بناتها من دخول مجال الفن".

 ويؤكد الفنان جمال الشاطي أن "ظاهرة عدم اشتغال طالبات معهد وأكاديمية الفنون الجميلة وتحديدًا قسم السمعية والمرئية في الوسط الفني ليست بالجديدة وإنما منذ القدم ففي كل ثلاث أو أربع سنوات تخرج واحدة من المتخرجات تعمل في الوسط الفني "، ويرجع السبب إلى "عدم نقاوة الوسط الفني لوجود أعداد كبيرة من الطارئات وبنات الليل تحديدًا اللواتي دخلنّ الوسط الفني بعد السبعينات وبداية الألفية الجديدة والسبب الآخر عدم قناعة المتخرجات بالعمل في الوسط الفني إذ يفضلن العمل كمدرسات لمادة التربية الفنية وهذا لا بأس به بالنسبة للأهالي".

من جانبه قال السياسي والنائب السابق أكرم فوزري ترزي إن "دعم الفن والفنانين في العراق يجب أن تكفله الدولة، مضيفا أن ما لمسناه في معرض معهد الفنون الجميلة للبنات أبهرنا وجعلنا نثق تماما بأن المرأة لا يوقفها حد وعلى جميع الأصعدة الثقافية والفنية والسياسية، لافتا إلى أن العراقية بطيبعة تكونها امرأة تعرف كيف تقود المجتمع من خلال حسن إدارتها لأسرتها".

View on moroccosports.net

أخبار ذات صلة

فنانون حائرون بين تشجيع مصر ومنتخب وطنهم الأصلي في…
الممثل الأميركي كوبا جونيور يواجه اتهامات بالتحرش
اليوم الثاني من مهرجان وجدة يناقش تأثير المرأة في…
مهرجان موازين الغنائي في دورته الـ"١٨" بتوليفة عالمية
أبرز نجمات الفن العالمي اللاتي امتلكن سيارات "بورشه" سوداء…

اخر الاخبار

العثور على مصاحف وسط القمامة في المدينة المنورة و"الشؤون…
تفاصيل مُثيرة عن حقيقة اختطاف فتاة قاصر من مطار…
نهاية مأساوية لأخ حاول فضّ عراك بين شقيقه وشخص…
شاب يسلم نفسه إلى شرطة تطوان بعدما ذبح خليلته…

فن وموسيقى

ناهد السباعي ترفض قطعيًا أن تكون الزّوحة الثّانية
إليسا تعود لصديقاتها من جديد وتُمارس تمارينها الرياضية
الفنان أحمد عز يفتح صندوق أسراره وجديد أعماله
جمال سليمان يشيد بالترحيب بالسوريين المقيمين في مصر

أخبار النجوم

سُميَّة الخشاب تُقرِّر العودة إلى السينما بفيلم وسيناريو جديد
محمد الشرنوبي يتجاهل الحديث عن خطوبته من سارة الطباخ
طليقة وائل كفوري تستعرض جمالها وتكسر الحصار
حسن الرداد يُكشف كواليس مسلسه الرمضاني "الزوجة 18"

رياضة

تقارير تطالب بسحب تنظيم كأس العالم 2030 من المغرب…
رونالدو يوضح مقصده من كلمة "قريباً" حول نهاية مسيرته
اتهامات لإنفانتينو بخرق قواعد الحياد في فيفا بعد إشادته…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

صحة وتغذية

احذر إهمال ارتفاع ضغط الدم ولا تتجاهل علامات الوجه
دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بـ"الربو"
بريطانيّة تُنقذ حياة ابنها بعد أن لاحظت إحمرارًا على…
لصقة من جلد الإنسان تحدث ثورة في علاج القلب

الأخبار الأكثر قراءة