الرباط ـ المغرب اليوم
تناولت الكونفدرالية لكرة القدم بالدراسة والتحليل فوز منتخب المغرب بالنسخة الأخيرة من بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين.
وتوج المنتخب المغربي يوم السبت الماضي بلقبه الثالث مؤخرا، بعدما تغلب على مدغشقر في المباراة النهائية بنتيجة 3 / 2، فيما برزت بعض الدروس التكتيكية من هذا التتويج.
وكشف أوسكار رابسون ميرامبو، عضو مجموعة الدراسات الفنية في (الكاف) أن تتويج المغرب يعكس نهجا واضحا بدا جليا “من دور المجموعات إلى النهائي”.
وذكر أن وضوح خطة اللعب لدى “أسود الأطلس”، وتحديد الأدوار بدقة، والتزامهم الثابت بهويتهم الكروية، ساعدهم على الفوز باللقب في نهائي السبت 30 غشت.
ونال منتخب المغرب الميدالية الذهبية والجائزة المالية البالغة 5ر3 مليون دولار، فيما اكتفت مدغشقر، التي بلغت النهائي لأول مرة، بالميدالية الفضية و2ر1 مليون دولار.
ويرى التنزاني ميرامبو أن النتيجة تعكس نهجا اتضح منذ بداية المنافسة المخصصة فقط للاعبين المحليين.
وأضاف ميرامبو لموقع “الكاف”: “امتلك المغرب استراتيجية واضحة لكيفية التعامل مع كل مباراة، وأدوارًا محددة لكل لاعب”.
وأضاف: “لعبوا وفقا لنقاط قوتهم بدلا من القلق بشأن المنافس، وحافظوا على فلسفتهم حتى تحت الضغط”.
ويرى المحلل الفني أن المبدأ الأساسي هو البساطة المقرونة بالقناعة، حيث أشار إلى أن تشكيلة المدرب طارق السكتيوي وزعت المسؤوليات مركًا بمركز، وهو ما أعطى الفريق توازنا في حالتي الاستحواذ والدفاع، ومكنه من تجاوز فترات صعبة.
تبلور ذلك في عدم تأثر المغرب بفتح المنافس خطوطه والتسجيل عبر لاعبه فيليسيتي مانونانتسوا، بعد تسع دقائق فقط.
عادل المغرب النتيجة بواسطة يوسف ميهري، بعد عمل جماعي مميز من خالد بابا، ثم أضاف المليوي الهدف الثاني ليتقدم المغرب في النتيجة بـ2 / 1.
عندما سجل البديل توكي راكوتوندراب التعادل لمدغشقر في الشوط الثاني، عاد المغرب إلى نفس المبادئ: استعادة السيطرة، إدارة التحولات، وصناعة فرصة جديدة.
وأضاف ميرامبو، في تصريحاته: “كانت عقلية اللاعبين حاسمة، لم يرضوا بالقليل ولم يستسلموا، حتى في هزيمتهم الوحيدة في دور المجموعات، خلقوا فرصًا وبدا أنهم الطرف الأفضل في اللعب المفتوح، المشكلة كانت في اللمسة الأخيرة.. في النهائي، ظل الإيمان ثابتًا من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة”.
وتابع: “عندما كان توازن منتخب مدغشقر حاضرًا، بنى المغرب الهجمات بصبر عبر مهري، وصابر بوغرين، وعندما تمدد خط المنافس، هاجم المغرب بسرعة عبر تحركات المليوي، وتقدم الظهيرين”.
وأوضح أن منتخب المغرب لعب بهدوء في الخط الدفاعي تحت الضغط، مستخدمين التمريرات الخلفية أو الجانبية لاستدراج المنافس، ثم مرروا خلف خط الضغط. بإمكانهم الاحتفاظ بالكرة، أو تسريع اللعب، معتبرا أن هذا التنوع في مراحل التحول صنع الفارق.
ويرى ميرامبو أيضا أن السيطرة على وسط الملعب من قبل لاعبي المدرب طارق السكتيوي كانت مؤثرة في صناعة التفوق والتحكم في إيقاع اللعب لفترات طويلة.
وأضاف أيضا: “إيقاع التحولات تطلب حضورًا بدنيًا وذهنيًا وفنيًا طوال 90 دقيقة وما بعدها. ووسط الميدان المغربي المخضرم تحمل ذلك العبء. لم يكن الأمر مجرد موهبة، بل انضباط في تكرار السلوكيات الصحيحة”.
وأشار عضو مجموعة الدراسات الفنية في “كاف” إلى أهمية الحسم من جانب المهاجمين في النهائيات، وهذا ما فعله المليوي حيث أظهر هدفه الأول غريزة منطقة الجزاء، بينما عكس هدفه الثاني الجرأة والوعي.
ومع تقدم مدغشقر للهجوم في الدقائق الأخيرة، استغل المهاجم تقدم حارس مرمى المنافس، وسدد من منتصف الملعب تقريبا مسجلاً هدف البطولة، الهدف الذي حسم أعصاب المغاربة وضمن لهم اللقب.
وقال ميرامبو: “سيتحدث الجميع عن إنهاء المليوي، لكن هجوم المغرب جماعي. في مرحلة الإنهاء، يمكن لأكثر من لاعب أن يكون حاسمًا. ذلك التنوع يجعل الدفاع صعبا”.
ولم يغفل التحليل الفني عبر موقع “الكاف” الإشادة بما وصل إليه أشبال المدرب روموالد راكوتوندرابي بمدغشقر، إلى أول نهائي قاري بفضل وحدتهم وصلابتهم وإدارتهم المميزة للأوقات الحرجة، بعدما أطاحوا بالسودان في نصف النهائي بعد وقت إضافي.
وتابع التحليل: “في النهائي، مزج منتخب مدغشقر بين التحفظ وفترات امتلاك شجاع، ونجح في إدراك التعادل مرتين، وهدد في المرتدات حتى النهاية”.
وأشاد ميرامبو بنضجهم التكتيكي، خاصة في المباراة التي لعبوا خلالها بعشرة لاعبين أمام كينيا، وأبرزت شخصيتهم الذهنية هدوء، صبر وانسجام.
وقال: “اللعب بـ10 لاعبين لفترة طويلة ثم التأهل أظهر نضجا وتنظيما دفاعيا بعقلية قوية. كانوا مميزين في الحفاظ على هدوئهم للضرب في اللحظات الأخيرة. في النهائي واجهوا منتخبًا يملك أسلحة هجومية فردية وجماعية أكثر، لكن تطور مدغشقر واضح”.
قد يهمك أيضا
الكونفدرالية الإفريقية تُعلن أن أكثر من 90 دولة ستتابع قرعة الكان