تعززت عروض المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، الذي انطلقت فعالياته في 4 ديسمبر "كانون الأول" الجاري، والتي تستمر إلى غاية 12 منه تحت الرعاية السامية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئاسة الفعلية للأمير مولاي رشيد، في دورته الخامسة عشرة التي تحتفي بالسينما الكندية، ويتقدم مجموعة من الأفلام والعروض السينمائية التي يعد الفيلم اللبناني القطري "كثير كبير" من ضمنها، والذي يُعتبر من الأعمال السينمائية المميزة والضخمة التي حصدت جوائز عالمية مهمة والذي عرض في مهرجان "تورونتو" العالمي للأفلام السينمائية.

وتميز هذا العمل السينمائي الكبير بظهور مُلفت للإعلامي المتميز مارسيل غانم الذي يشارك في بعض مشاهده التي تميزت بنكهة خاصة جعلت العمل يمتزج بالواقع، كما تميز العمل أيضًا ببروز المُشاركة المميزة أيضًا للموسيقي ميشال الالفترياس الذي آمن بعمل مخرج الفيلم، وأعطت إضافته الموسيقية الراقية للفيلم لمسة راقية ومميزة، لا سيما أنّ الفيلم يُجسد الواقع اللبناني، وذلك من خلال اعتماد مجموعة من الرسائل والأمور التي يبلغها مخرج الفيلم إلى المشاهدين والجمهور عامةً بطريقة لافتة وجد ذكية.

كما أنّ الفيلم تميز بالابتعاد عن التعقيدات في كل خطواته سواء في كتابة السيناريو أو لعب الأدوار وحتى في اختلاف مواقع تصوير المشاهد، وذلك يرجع إلى أنّ المُخرج يمتلك بعدًا سينمائيًا يحمل فيه العديد من الأفكار الحقيقية المرتبطة بالواقع أكثر شيء، وهو ما مكن الفيلم من النجاح في الكشف عن صورة خفايا الواقع في لبنان بطريقة جد سلسة وسهلة، والتي تظهر في تسلسل أحداث الفيلم الذي يحكي قصة "زياد حداد" اللبناني الذي يعمل تاجر مواد مخدرة، والذي يقرر التوقف عن مزاولة الأعمال الغير الشرعية وغير القانونية بعد خروج أخيه من السجن، وتتوالى أحداث الفيلم ليصادف مجموعة من العراقيل التي تنقله إلى اكتشاف خطير يُغير مجرى الأحداث بشكلٍ كبيرٍ في إطار تجتمع فيه الفكاهة والإثارة بتقنية مميزة وعالية في الجودة تتحدث عن واقع مُعاش بلمسة سينمائية رائعة.