في حديث صريح ومليء بالمشاعر، كشف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن ملامح المرحلة الأخيرة في مسيرته الكروية، مؤكداً أنه سيعتزل قريباً، وأنه يستعد منذ سنوات لما بعد كرة القدم، في خطوة تمثل نهاية فصلٍ أسطوري امتد لأكثر من عقدين من الزمن.
وخلال مقابلة مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان، نشر الجزء الأول منها عبر «يوتيوب»، قال رونالدو، البالغ من العمر أربعين عاماً: «قريباً... لكنني أعتقد أنني سأكون مستعداً. سيكون الأمر صعباً جداً، نعم، وربما أبكي، لكنني أعددت مستقبلي منذ أن كنت في الخامسة والعشرين أو السادسة والعشرين أو السابعة والعشرين من عمري. أظن أنني قادر على تحمّل هذا الضغط».
وأضاف بابتسامةٍ تُخفي مزيجاً من الحنين والرضا: «لا شيء سيُقارَن بالأدرينالين الذي نشعر به عند تسجيل هدف، لكن الحياة لا تتوقف عند كرة القدم».
رونالدو، الذي بدأ مسيرته الاحترافية قبل 23 عاماً مع سبورتنغ لشبونة، ما زال مرتبطاً بعقد مع نادي النصر السعودي حتى يونيو (حزيران) 2027، ويخطط لتمثيل منتخب البرتغال في كأس العالم المقبلة، التي ستُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك خلال صيف هذا العام.
ورغم اقتراب نهاية المشوار، يبدو «الدون» مصمماً على الخروج من الباب الكبير، حيث أكد أنه «جاهز لخوض التحدي الأخير»، قبل أن يودّع الملاعب.
وفي حواره مع مورغان، بدا رونالدو أكثر تصالحاً مع ذاته، وهو يتحدث عن رغبته في تخصيص وقت أكبر لعائلته، قائلاً: «عندما أعتزل، سأقضي وقتاً أطول مع أسرتي، مع أطفالي. أريد أن أكون أباً حاضراً، وزوجاً أكثر توازناً. أحب متابعة نزالات (يو إف سي)، وأعشق رياضة البادل، وسأتعلّم أكثر عن مشاريعي وشركاتي».
وأوضح بابتسامة ساخرة: «لن أتحول إلى (يوتيوبر)، لكنني سأكون أكثر نشاطاً في إدارة أعمالي».
بعيداً عن المستطيل الأخضر، يعيش كريستيانو حالة ازدهار اقتصادية وإعلامية هائلة، فقد أصبح مليارديراً في التاسعة والثلاثين، ويملك إمبراطورية تجارية ضخمة تحت علامته الشهيرة «CR7»، تشمل الملابس الداخلية والعطور والفنادق والعقارات، فضلاً عن حضور رقمي يتجاوز 77 مليون متابع على «يوتيوب».
وقال، في هذا الصدد: «لم أكن مهووساً بالمال، لكنه يساعد. كنت أعرف أن هذا اليوم سيأتي، أن أُصبح مليارديراً. كنت أريده، لكن لم يكن هاجساً. المال مهم، لكنه ليس كل شيء».
وتطرّق رونالدو إلى ناديه السابق مانشستر يونايتد، الذي تركه عقب أزمة شهيرة في عام 2022، فقال بأسف: «أنا حزين لأن مانشستر يونايتد نادٍ عظيم، وما زال في قلبي، لكن النادي يفتقر إلى الهيكل الواضح. لا يكفي تغيير المدرب أو اللاعبين، بل يجب بناء رؤية حقيقية للمستقبل».
وأكد دعمه للمدرب البرتغالي روبن أموريم، لكنه قال صراحة: «المعجزات لا تحدث. حتى أفضل المدربين لا يستطيعون إصلاح كل شيء في غياب البنية الصحيحة».
وعن حياته الخاصة، قال رونالدو إنه يعيش «بسلام داخلي لم يعرفه من قبل»، مضيفاً: «الناس تظن أنني متغطرس، لكنني مجرد إنسان طبيعي. لا أعيش حياة مبذّخة، ولا أشتري من أجل التباهي. بعد الأربعين تبدأ تذوّق الحياة فعلاً».
كما تحدّث بعاطفة عن فقدانه طفله، مشيراً إلى أن خطيبته جورجينا رودريغيز كانت «الركيزة التي دعّمته في أصعب اللحظات». وختم بابتسامة مؤثرة: «سنتزوّج بعد كأس العالم، بهدوء، دون حفلات ضخمة. هي لا تحب الأضواء، وأنا أحب البساطة الآن».
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أساطير ضد الزمن ميسي ورونالدو يواصلان كتابة التاريخ في كرة القدم
كريستيانو رونالدو يعزز موقعه بين كبار هدافي الدوري السعودي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر