حدائق لنباتات نادرة في العالم في المغرب
آخر تحديث GMT 20:35:19
المغرب الرياضي  -
المغرب الرياضي  -
آخر تحديث GMT 20:35:19
المغرب الرياضي  -

179

حدائق لنباتات نادرة في العالم في المغرب

المغرب الرياضي  -

المغرب الرياضي  - حدائق لنباتات نادرة في العالم في المغرب

الرباط - وكالات

في بلدة صغيرة قرب العاصمة المغربية الرباط، وعلى امتداد أكثر من 4 آلاف هيكتار من الأراضى، تتعالى شامخة أشجار استوائية بالقرب من أحواض تطفو على سطحها نباتات مائية، وتمتد على مساحات شاسعة مشاتل لأزهار لا تزهر إلا فى المناخ الآسيوى، ونباتات نادرة جلبت من مناطق بعيدة، لتتآلف جميعها فى "الحديقة العجيبة". "الحديقة العجيبة"، الواقعة ببلدة "بو قنادل" (16 كيلومترًا شمال الرباط)، يزيد على 63 عامًا، وصنّفها المغرب تراثًا طبيعيًا وطنيًا؛ لما تتضمنه من مخزون طبيعى نباتى نادر فى العالم، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1950، بعد أن قرر المهندس الزراعى الفرنسى "مارسيل فرنسوا" الاستقرار فى المغرب، بحسب مسؤولين بالحديقة. وبدأ "فرانسوا" تجربة علمية على أرض اقتناها فى "بو قنادل"، من خلال محاولته زراعة نباتات مائية استقدمها خلال جولاته فى مناطق طبيعية مختلف عبر العالم، داخل أحواض وصهاريج، ليحاكى بذلك تجارب كان يقوم بها فى فرنسا داخل أحواض اصطناعية. مناخ المغرب وأجواؤه المعتدلة ساعدت المهندس الفرنسى فى إنجاح تجاربه العلمية، ليتمكن بعد سنوات من العمل الدؤوب من إنشاء حديقة عجيبة تتساكن فيها أصناف غريبة من النباتات والأشجار النادرة؛ ما جعلها أقرب إلى محمية للنباتات الغريبة. وقد عمل المهندس الفرنسى على أن يجعل من المساحات الزراعية التى اقتناها حدائق ومختبرًا لتجاربه فى زراعة أنواع نباتية غريبة، حيث أتى بحوالى ألف نوع من النباتات والزواحف النادرة من مناطق مختلفة فى العالم. وبعد استقلال المغرب عن فرنسا عام 1956 استرجعت الدولة المغربية من كل الفرنسيين الأراضى التى كانوا يملكونها، ومن بينها حديقة "مارسيل فرنسوا"، التى أضحت ملكا عاما للدولة وصنفها المغرب مؤخرا تراثًا طبيعيًا وطنيًا. المتجول بين جنبات الحديقة، يتسلق مغاراتها التى أقامها المهندس الفرنسى بهدف إضفاء طابع شبيه بالطابع الاستوائى عليها، وإلى جانب المعلومات التى يحصلها عن أنواع النباتات وطرق تكاثرها ومواعيد إزهار الأوراق وتشكل البذور، يحصل كذلك على معلومات حول طرق حماية البيئة والحفاظ عليها، وأنواع الأسمدة العضوية التى تستعمل فى الحديقة، ورسوم تخطيطية تفصيلية عن النباتات والطيور والزواحف فى الحديقة. وفى جو شبيه بالمناخ الآسيوى الشرقى، وفى أحواض مائية أقيمت مشاتل لأزهار اللوتس ذات الطبيعة الخاصة، وهى أزهار تكتسى طابعًا خاصًا فى الذاكرة الثقافية للحضارات القديمة، والتى تعتبرها بعض الحضارات الزهرة المقدسة وتشكل عنصرًا أساسيًا فى رسوماتها ومخطوطاتها القديمة. ويبادر زوار الحديقة برشق هذه الأزهار بقطرات من الماء، لتتساقط تلك القطرات تباعًا وتعود إلى الحوض المائى دون أن تتمكن من أن تبلل أوراق اللوتس. يستغرب أحد زوار الحديقة قائلا: "ربما هذا ما جعل هذه الزهرة تسكن خيال وبال المصريين القدماء، فهى زهرة تنبث فى الماء ولكنها تقاومه بعنفوان". غير بعيد عن الحديقة الآسيوية، أقيمت حديقة أندلسية على ذات الطراز المعمارى السائد فى الحدائق الإيبيرية الأندلسية، حيث تقام صحون مائية وفق نظام خاص للرى، وتزرع على جنباتها أنواع من الأزهار والورود المختلفة بألوان شتى، لترسم الحديقة التى تزينت أرضيتها بفسيفساء أندلسية خاصة، وأقواس تعلوها نقوش زهرية تحاكى الأزهار المتوسطية النادرة التى تتوفر عليها الحديقة الأندلسية، مشهدًا يعيد إلى الأذهان الحدائق التى اشتهرت بها المدن الأندلسية والمغربية على حد سواء. فى قسم آخر من الحديقة العجيبة، وعلى شاكلة الغابات الإفريقية الإستوائية، أقيمت أكواخ من القش شبيهة بتلك التى تقيمها القبائل فى هذه المناطق، تحيط بها أشجار نادرة لا تعيش إلا فى المناخ الاستوائى، لكنها نجحت فى أن تبقى على قيد الحياة فى مناخ المغرب المعتدل بفضل الرعاية. ونجح المهندس الفرنسى فى إقامة هذه الحدائق، التى تجسّد مناطق جغرافية محددة كان قد زارها فى السابق وبقيت تفاصيلها الجمالية وخصائصها الطبيعية عالقة فى ذهنه، بحسب مسؤولين بالحديقة. وبجانب الحديقة الآسيوية والأندلسية والاستوائية، توجد حدائق أخرى شبيهة بنظيراتها فى بعض البلدان البعيدة جغرافيًّا عن المغرب، كحديقة "الغابون" و"البرازيل"، نظرًا للتنوع الطبيعى والنباتى الذى تتميّز به الطبيعة الجغرافية لهذه البلاد. وتقول إدارة الحديقة إنها تهدف إلى القيام بعملية توسعة لهذا الفضاء الطبيعى دون أن تمس "الحديقة العجائبية"، حيث أقرّت مشروعًا يهدف إلى ضم حوالى 3 آلاف هكتارات (الهكتار الواحد يساوى 10 آلاف متر مربع) من الأراضى لتتخذ هذه المرة طابعًا وطنيًا مغربيًا صرفًا، عبر جلب بعض الأنواع النباتية الطبيعية الموجودة فى مناطق مغربية متعددة وجمعها فى فضاء واحد، لتعريف الزوار بالثروات الطبيعية المغربية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدائق لنباتات نادرة في العالم في المغرب حدائق لنباتات نادرة في العالم في المغرب



GMT 13:57 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 31-10-2025 والقنوات الناقلة
المغرب الرياضي  - مواعيد مباريات اليوم الجمعة  31-10-2025 والقنوات الناقلة

GMT 14:06 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

برشلونة يعلن افتتاح ملعب كامب نو 7 نوفمبر بحضور الجماهير
المغرب الرياضي  - برشلونة يعلن افتتاح ملعب كامب نو 7 نوفمبر بحضور الجماهير

GMT 19:01 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

أشرف حكيمي يوافق على الانتقال إلى إنتر ميلان

GMT 21:46 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

بركات يخرج من حسابات البدري في ودية "الهلال" السعودي

GMT 23:49 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

لاعبو حسنية أغادير يستأنفون تدريباتهم

GMT 15:11 2016 الأربعاء ,31 آب / أغسطس

وفاة نجمة جمباز تشيكية بعد صراع مع السرطان

GMT 10:22 2019 الخميس ,29 آب / أغسطس

مفاجآت وحيد
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib